ذاك الحاضر الغائب ...صبر على الصبر .
غاب الجمال عن كل الأشياء ...ماعدت فرحة بفستاني الذي يحب ...ولاتمشيطة شعري
وماعادت رائحة عطري ...هي رائحة عطري .
تلك الخطوط التي أرسم بها عيني وأحدد بها شفاهي ...كأنما أغمس ريشتها في ماء ينسكب دمعا من عيون مرآتي .
انطفأ بريق أحداقي ...وعبرة الرحيل استبقت الرحيل .
في تلك الحديقة التي لطالما ضمتنا ...شهدت مقاعدها ولادة ...وستحضر اليوم موت .
بما يشبه الخدر على الألم ....والغياب على الحضور ....أسلمت يدي ليديه ....
غبت به عنه .
لحظات صمت تصرخ بالوجع ...وصوت الأنين يئز في الصدور ...التي تعلو وتهبط بسرعة تتالي صور أيام جمعتنا على مائدة الحب ...تقتات منها قلوبنا أطايب الأحاسيس ...حتى لكأننا في منزل كل لبنة فيه هي لون آخر للفرح .
واليوم ...لابد من المشهد الأخير الذي سينتهي دون إعجاب ودون تصفيق ...إلا لبطل وحيد ....الزمن ...حيث هو دوما الفتى الأول ....والمخرج الأخير .
القدر ....إنها لعبة القدر ....ولابد من الرحيل .
واللحظة ...لايجمعنا إلا انعكاس الطريق ....ومر الوجبة الأخيرة ...
أي طعم لحب مثقل بالقيود ...لابد من الموت للتحرر ...ولابد للموت من طعم آخر ...يأتي على كل ذائقة المشاعر ....يوحد فيها الشلل لكل نبض ...ويأسر في أكفانه كل متعة .
يطبق الصمت على كلي حتى نسيت حركتي ...
أالآن ...وقد تدانت مواسم الحصاد لزرع نما بتداول فصول الفرح ؟
أالآن ...أجهض جنين الحب في قلبي قبل الإكتمال ؟
أالآن ...؟ ....ولكن لابد من الآن .
آخر حبة في الساعة الرملية ...دار بين القلوب حديث لم تنطق به الشفاه ...شدت الأيدي على الأيدي ...ثم أفلتتها تمسك بها ريح الوحدة والغياب ....ويلفها صقيع الإحتضار .
صفرة في أكف اعتادت دفئ زهر التلاقي .
واستدرت عكس الطريق ....
أتجدي محاولة الهرب من سماع وقع تباعد خطاه ؟
أم تجدي محاولة إقناع الأرض تحت قدمي الملتصقتين بالتراب بالإسراع بالمسير ؟
كيف لتلك الصور الباهتة أن تستعيد الألوان ؟
وهل تطير فراشات روحي كما كانت في هذا العالم من غيره ؟
ومن بعد اليوم سيكون أناي ؟
آه ياأنا ...ياأنت ....
أسئلة تحفر في رأسي ...تعبث بما تبقى من تلاشي وجودي ...
نظرت إلى الشمس ...تمتمت لها باستجداء من طالت أيام جوعه من غير خبز ...
أرجوك ...ليس عليك أن تجهدي نفسك بالإشراق غدا ...
كنا قد رحلنا ...في غياب مطلق الحضور .
التوقيع
سوف أُلْبِسُ الحزن ثوب العيد
سقط الفرح من شجر الأحلام
قضى في الظل
أضحى أبعد من الخيال