[ 1 ]
فَكر الماءُ بابتكارِ هيئةً للهطول
فصارَ غَيمة
وقال للصيف : تلك بُركتي
فلا تَكُن مثل زهرةٍ على غُصن عارٍ
في كُل لحظةٍ آيلةٌ للسقوط .
[ 2 ]
فَكرَ الصبرُ أن يُعلمنا حكمةَََ الجوعِ والعطش
وحين استطالت الدروب
لم نَجِدْ ،، غيرَ اليَمِ
نغمسُ أَقدامنا فيه
ونبللُ جَفاف الشفاه
[ 3 ]
فَكرت الروح أن تتبعَ خطى القلب
طائعةً مثل فنارات الريح
ومثل جَمال الخَلق المُدهش
لكّن الوقت ،،
شَعِثاً تَحكمهُ الأفلاك
[ 4 ]
فَكرَ الذراعُ
أن يَسترزِقَ يوماً
وأخَرى يتوكأ عليها أبٌ ،، حين يَشيخ
لكنّهم صنعوا من فتاتِ التراب
ألغاماً للبتر
[ 5 ]
فكرت الثِمارُ أن تحتمي بالشوك
لأوآن القَطف
لكنهم إبتكروا الحصى
وحواف السكين
فماتت قبل إبتهاجِ الحَصاد
[ 6 ]
فَكَر الصوت
أن يكون همسٌ وهديرٌ وهديل وحفيفٌ وصهيل جيادْ
لكنهم إبتكروا الصمت
فظللَ السكون المكان
[ 7 ]
فكر اللسانُ أن يقولَ للشمس
أن لا ترحلي
لكنّه القمر
كان على موعدٍ مع النجوم
[ 8 ]
فَكرت الكلماتُ على شَفتي أن تقول :
ليس بيني وَبينَك وِدٌ تَقَطّع
لكنها أسنانُ الشوك توخِزُ دروبَ الوصلِ إليكْ
[ 9 ]
فَكرت الجدران
أن تُخرسَ الأحلام َ نحو الأبد
وتَعصِبُ عين الرؤى
لكن الأحجار فتحت النوافذ لفراشات النور
وللأقدام البِكر
أن تعبر نحو حدود المعرفة الأولى
ونداءُ الأرض
[ 10 ]
فكَرت الحمامات
أن تَنامَ ناعمةً مُشرِقَةً بالضَحكات
لا تَعترفُ بالحُبِ الذاوي
وتُضيء كالينبوعِ الرائقِ فوق الشفاه
لكنّه القطُ المُتلصِصُ
إفتَرَشَ العِشَ ،،
وافترسَ الأجنةَ في البيوض
[ 11 ]
فّكرتِ ال...
أن تّفتّح الأبواب لأبناءٍ مجهولين
ووجوه الغرباء
لكنها نون العين
لا تقرأ إلا تأريخ الأجدادِ المُحتشدين
على أبواب النهرين
ولوحُ العُمر الفارِقِ
بين جفلةِ الغفوةِ الأولى
والموت على حِجرك .