أبو الطيب المتنبي يرثي أمه أبكيك لو نقع الغليل بكائي / وَأقُولُ لَوْ ذَهَبَ المَقالُ بِدائي/ وَأعُوذُ بالصّبْرِ الجَميلِ تَعَزّياً / لَوْ كَانَ بالصّبْرِ الجَميلِ عَزائي/ طوراً تكاثرني الدموع وتارة / آوي الى اكرومتي وحيائي/ كم عبرة موهتها باناملي / وسترتها متجملاً بردائي/ ابدي التجلد للعدو ولو درى / بتَمَلْمُلي لَقَدِ اشتَفَى أعدائي/ ما كنت اذخر في فداك رغيبة / لو كان يرجع ميت بفداءِ/ فَارَقْتُ فِيكِ تَماسُكي وَتَجَمّلي / ونسيت فيك تعززي وإبائي/ وَصَنَعْتُ مَا ثَلَمَ الوَقَارَ صَنيعُهُ / مما عراني من جوى البرحاءِ/ كم زفرة ضعفت فصارت انة / تَمّمْتُهَا بِتَنَفّسِ الصُّعَداءِ/ لَهفَانَ أنْزُو في حَبَائِلِ كُرْبَةٍ / مَلَكَتْ عَليّ جَلادَتي وَغَنَائي/ وجرى الزمان على عوائد كيده / في قلب آمالي وعكس رجائي/ قَدْ كُنتُ آمُلُ أنْ أكونَ لكِ الفِدا / مِمّا ألَمّ، فكُنتِ أنْتِ فِدائي/ وَتَفَرُّقُ البُعَداءِ بَعْدَ مَوَدَّة ٍ / صعب فكيف تفرق القرباءِ/ في كل مظلم ازمة أو ضيقة / يَبْدُو لهَا أثَرُ اليَدِ البَيْضَاءِ/ ذَخَرَتْ لَنا الذّكرَ الجَميلَ إذا انقضَى / ما يذخر الآباء للابناءِ/ قَدْ كُنْتُ آمُلُ أنْ يَكُونَ أمامَها / يومي وتشفق ان تكون ورائي/ آوي الى برد الظلال كأنني / لِتَحَرّقي آوِي إلى الرّمضَاءِ/ رحمك الله يا أمي