\
أين الشهامة يا رجالْ؟؟
أين السيوفْ؟؟
صوت القنابل و الرصاص الحيِّ
يختطف الثمارْ
وبراءةُ الأطفال ماتت من زمانْ
في أرضنا حل الدمارْ
أين التمسُّك بالفضائل والقيم ْ
والخوف أجهز كالرصاص على الكلامْ
تتسابق الغربان تنعق في السماءِ
وترتدي ثوب الفجورْ
وتجوبُ ... تمتهن الخرابْ
الدهر يطحن ظلَّه في كلِّ حينْ
والذئب ينهشُ في الطيورْ
ما عاد للحسّون صوتْ
في عتمة الأيام أدركه الذهول ْ
حتى المآذن ترتجفْ
وقت الأذانِ
وصوتنا المبحوح ضيعه الزمانْ
في الازدحامْ
والهَّم أحرقَ مهجتي
والقيحُ طال مرارتي
والحزن خيَّم في المراعي والحقولْ
غطى الضباب فراشتي
والورد يشكو من ذبولْ
إذ غادرت شمس الصباح سماءنا
لتنام في بحر الأفولْ
وبصيص ضوء يختفي.......
واحسرتاهُ ...
تفنَّن الورمُ الخبيثْ
يستعذب الأوجاع في موت الضمائر والعقول ْ
كالمَّد يسرح بيننا ... صَيَّرَنا هباءْ
لبسوا القناعْ
وضعوا السواتر والحواجز والحدودْ
والسير في سيرٍعلى الأكتاف من أجل الوصولْ
الروح تسكرها الوعود ْ
والذل يملأ كأسنا في كل حينْ
لحن حزينْ
يعلو ويخبو بين أجنحة الظلام ْ
وصهيل شوق يستبيح مرارتي
غيري ينامْ!!!!
بظلالهم سرقوا السكونْ...
والليل يفترس الرقابْ
ليلٌ يغلفه الغموضْ
الصمت يركض ساهراً ومكابراً بين الضلوعْ
والدمع يفترش العيونْ
والموت يغرس نابه بين الجفونْ
والريح ترمي بالسهامْ ..
والقلب تثقله الهمومْ
والنخل يلطم سعفه
حتى جراح الروح يكبحها اللجامْ
تتمرَّغ الأوجاع في حرفي الخجولْ
فتحجَّرت صور القصيدْ
خانوا العروبة و الأخوة والمحبة والوفاءَ
ومزَّقوا كلَّ الصورْ
الكلُّ يطعن ندَّه وسط الذهولْ
باعوا المروءة والشهامة والقيم ..
بذروا الفتنْ
الدين صار شعارهم
والدين ،دين نبيِّنا، منهم براء ْ
زرعوا الدمار ليهدموا
في الليلِ أعمدة الضياءْ
دارت رحى الأحزان في ساح الوغى
غرقت أماني الروح من عنف السيولْ
كلاّ وربِّ العرشِ قد آن الأوانْ
نستأصل العشب الدخيل فينجلي كلّ الغمامْ
من كبرياء الدمع يسطع صبحنا
ليبدد الأحزان من وجه الشبابْ
ويذيبَ قهر الظلم من أرض المكانْ
نمشي على عصف الرياح ْ
نور البصيرةِ ذُخرنا وسلاحنا، والكبرياءْ
يعلو هناكْ
صوت الشموخْ
صوتٌ ترددهُ الأرامل والشيوخ ْ
حتى تعود !!!
الشمس تسطع في الفضاء ْ
وتصوغ من أحلامنا الفجر الجديدْ
ونعود نكتب شعرنا للنهرِ والوطن المكبل بالحديدْ
جفّت مراعي الروح تنتظر الهطولْ
حان الإيابْ...
لنشمَّ رائحة الهواءْ
شوقاً لأحضان الجبالْ
شدّوا الرحالْ
النصر آتْ
لنُعيد للأيام خطة سيرها
ندعو إلى ربٍّ ودود ْ
للعدل نأمل أن يسودْ
ونعود للبيت الكبير ْ
وقت الأصيلْ
نمشي على صوت الدفوفْ
عند اللقاء ْ
بعد العذابْ
كفّي يحنّيها الترابْ
وسأرتدي ثوب الزفاف مجدداً
وسأرتوي بعد الجفافْ
فيعود للقلب المُعنّى نبضه
مثلَ الخلود معانقاً نبض الشهيدْ
ويضيء دربي بالوصولِ..
وبعدها لا لن أقولَ ولن أزيدْ
\
عواطف عبداللطيف