دون ارادتي استسلم للفراش الذي يسلمني دون مقابل للوسـادة والأغطية ، تذكرت ذات يوم انني أريد أن أكون ، لا اعرف هل الآن أصبحت ؟ أم مازالت هناك أمنيات قديمة عالقة بجدار الذاكرة التي تختزن أحمالا متعبه أنهكت قواها حتى كاد الجدار أن ينهار عندما اصطحبني أبى إلى المستشفى وكنا على مشارف الفجر واستيقظت على الأجهزة الطبية المعقدة التي اسرتني بإبرها ....خراطيمها محاليلها وحجرة غريبة غارقة في رائحة لا اطيقها . وصوت جهاز ليس بغريب على اذني أو عيني فقد كنت اسمعه وأشاهده كثيراً حينما أشاهد فيلماً أو مسلسلاً يناقش الأزمات الصحية للبطل ...أيقظتني دمعه ساخنة تدحرجت من مقلتي – رغما عنى – استقرت في كف يدي اليسر الذي سارعت بمده حتى لا تسقط على الأرض وافعل معها كما فعلت مع أخواتها السابقات أدوس عليها ويدوسها آخرون غيري حتى تموت من شدة الألم وانأ الذي أخذت عهداً بيني وبينها إلا امسسها مطلقاً بأي أذى مهما كان بسيطاً أو حتى ادفعها على القفز خارج اطر مقلتي أو القي بها في مناديل الكلينكس ، بعد أن استقرت ابتسمت لها وأخذت أداعبها بيدي اليمنى كما يفعل صديقي الفنان "سيد" حينما كان يداعب قطع الصلصال الكثيرة ليخرج تماثيل تشبهني تماماً . فجأة وأنا في غمرة نشوتي بمداعبتها شعرت بان روحي تنسحب منـــى وتحـاول أن تهـرب من سجـن الجسد إلى قلب الدمعة مباشرة وجدتها داخل الدمعة تمرح وتهلل وتصفق وتجرى يميناً ويساراً في فرح غير معهود لها وكانت بين حين وأخر تتصدر واجهة الدمعة ترقص لي حواجبها وتخرج لي لسانها الطويل تارة أخرى ، واسترعى انتباهي ذلك الباب الضخم المزخرف بألوان لا اعرف من أبدعها والذي تقف إمامه روحي... بعد أخر مرة حاولت فيها أخراج لسانها لي استدرت خلفها فانفتح الباب الضخم على مصراعيه ، وجدت أرواحا كثيرة لا اعرفها لآخرين واقفة على صفين في نصف انحناءة عندما دققت النظر في نهاية الممر المزين بالأرواح الغريبة وجدت كرسياً عظيماً انفجر منه ضوء هائل لم استطع أن أتبين أي ملامح أو تفاصيل للجالس عليه ولكن الشيء الوحيد الذي وعيته هو أن روحي بعد أن كانت تجـرى وتهلل وتلعب وتمرح وتخرج لي لسانها رايتها مكبله بغلاله شفافة ويمسك بها روحان كل روح من ناحية ويجرانها نحو ذلك النور الهائل وهى تتكاسل وتتباطأ في نقل قدمها عن الأخرى منكسة الرأس منكسرة العين لا تقوى على رفعها في وجه الجالس على الكرسي العظيم أو حتى تحاول أن تجريها على الأرواح المصطفة على الجانبين ...عندما وصلت إلى حيث يقبع صاحب الكرسي، وحين هم بالوقوف أمامها ارتعش جسدي واهتزت يدي بشدة وفى غفلة تدحرجت الدمعة حتى لامست الأرض..............................وانفجرت.