ُظلم الحكام والولاة استشرى في هذا الزمان . وكثر القتل والدمار في بلدان المسلمين وكثرالمنافقون، والمنظرون يدافعون عن الحكام والولاة الظلمة، ذلك لأن الوازع الديني منعدمٌ تماماً من قلوبهم، وطغت المادة على نفوسهم، وأختاروا الدنيا الفانية على الآخرة. وكما قال عزمن قائل " كلا إن الإنسان ليطغى، إن رآه استغنى" حتى أن الإسلام صارعندهم رجعية، وضد حضارة الإنسان وتقدمه. ولو رجعوا إلى التاريخ الإسلامي لوجدوا أعظم حضارة هي الحضارة الإسلامية التي أنارت البشرية بأنوار العلم والمعرفة والعدالة الإجتماعية.
ولكن هذه سنة الحياة كان لنا نحن المسلمون دوراً كبيراً في إسعاد البشرية من الشرق إلى الغرب، حتى أننا وصلنا إلى أوربا، والهند والصين، ويشهد بذلك كبار مفكري الغرب، يقول المؤرخ الفرنسي الشهير سديو:
"لقد استطاع المسلمون أن ينشروا العلوم والمعارف والرقيَّ والتمدُّن في المشرق والمغرب، حين كان الأوروبيون إذ ذاك في ظلمات جهل القرون الوسطى."
ولما استولى الحكام الجهلة الطغاة سواءً كان في بلاد الإندلس – التي كانت زهرة الدنيا وزينتها - وفي زمننا الآن، إنهارت الحضارة الإسلامية. وحكامنا منهم من هو تابع للغرب، ومنهم للشرق، هانوا أنفسهم وأهانوا شعوبهم، وأقولها بصراحة الذي أهان الإسلام وأهان المسلمين هم علماء وشيوخ الحكام الذين يفتون لهم بغير ما أنزل الله، ويحسبون أنفسهم أنهم علماء مهتدون، وليسوا بعلماء ولا بمهتدين. قال أعز من قائل " (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره
غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) الجاثية .23
قيل: " يأتي في آخر الزمان، السعيد فيه هو الكع ابن لكع. يهان في الشرفاء و يعز فيه
السفهاء. " ونحن الأن في هذا الزمان الواقع المظلم. ولا حول ولا قوة بالله العلي العظيم.
عن الفضيل بن عياض رحمه الله أنه كان يقول:
لو أعلم أن لي دعوة مستجابة عند الله لجعلتها في الحكام، قالوا له لماذا في الحكام ؟ قال لهم:
إن الحاكم إذا صلح صلحت الرعية. والناس على دين حكامها.
ويقوا الشاعر:
إذا كان رب البيت بالدف ضارباً
فشيمتُ أهل البيت كلهم الرقص.