دق جرس الهاتف فازدادت معه دقات قلبه ، اقترب من السماعة بيد مرتجفة وقلب ملأه الخوف !!
أمسك بعصاه التي أكلتها السنون ، تحسسها بأطراف أصابعه التي أصابها الوهن منذ زمن وهمس إليها ، هل ثمة فرق بيني وبينك أيتها العجوز الشمطاء ، هل يمكنك الرد على أسئلتي الحمقاء ؟ لا بُد أنك لا تستطيعين الجواب على تفاهات عجوز أكل الدهر منه ثم قذفه خارج الذاكرة في هذا الزمن المنسي !!!
يتمشى ما بين الأربعة جدران عله يجد ضالة ذاكرة هربت منه وجنحت على شواطئ النسيان ، هل من الممكن أن يكون الإنسان غبياً لهذا الحد حتى لا يستطيع التمييز ما بين الحمار والتيس ؟
اقترب من الساعة ، تأملها بكل ما أوتيَ من انتباه ، تأمل عقاربها وقال : لماذا أسموها بهذا الاسم ؟ وأين وجه الشبه بين العقرب والساعة ؟ لماذا لم يكن اسمك سلحفاة بدلا من عقرب ؟ هل يوجد شبه بين الاسمين ؟ لا أدري لماذا هذا الاسم بالذات ؟ كثير من الأسماء لا تشبه بعضها ، نحن لا نشبه أسماءنا التي سُمينا بها في كثير من الأحيان !!!
اقترب أكثر ، نظر إلى عصاه بنظرة عتاب ثم رفعها عالياً وطفق ضرباً بالساعة حتى تساقطت متناثرة ، صرخ من أعماقه لماذا لا نموت ونحن في عز الشباب ، ظل يكررها حتى أفاق على نفسه في المشفى والشرطة تحيط به من كل جانب وهم يطرحون عليه الأسئلة ، ما هو الدافع الذي جعلك تقتل زوجتك ؟ جحظت عيناه استنكاراً لما سمع وامتلأت عيناه بالدموع !!!!!!!!