السلطان مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل هو سادس السلاطين العثمانيين، عاش بين عامي ( يونيو 1404م - 3 فبراير 1451م)، أحب العربية فيعد أول من تعلم ومارس فن الخط العربي من سلاطين العثمانيين، كما أنه كان ينظم الشعر ويتقنه ، و هو أبو محمد الفاتح الشهير.
تولى السلطنة بعد وفاة أبيه عام 824 هـ وكان عمره لايزيد على 18 عاما ( 1421 - 1444 ) و (1446 - 1451 ). فترة حكمه تميزت بحروب طويلة الأمد مع مسيحيي البلقان والإمارات التركية في الأناضول . أراد مراد أن يعيد توحيد أملاك السلطنة في الأناضول والتي كان تيمورلنك قد سلخها عن الدولة العثمانية ، حتى يستطيع التفرغ للتوسع في أوروبا كما كان الحال في عهد السلطان بايزيد الأول.
لكن أعداءه لم تمهله ذلك ، حيق قام إمبرطور القسطنطينية بتهديده بإطلاق سراح عمه مصطفى إن لم تعقد السلطنة معه هدنة ، فلم يستجب له مراد ، فتم إطلاق مصطفى مع قوة بيزنطية ، كان نتيجية ذلك انشقاق عدد من قوات السلطنة و انقلابها على مراد لصالح عمه ، لكن مراد تمكن من النيل من عمه وإنهاء الثورة ، كما أن قمع ثورة داخلية أخرى كان قد تزعمها أحد إخوته ، و من ثم استمر بمحاولاته لتوحيد الأراضي الأسيوية المنسلخة حتى تم له ما أراد.
خاض السلطان مراد حروبا طويلة في البلقان ضد مملكة الصرب و ألبانيا و الفلاخ (جزء من رومانيا حاليا) بالإضافة إلى هنغاريا ، و استمر النصر حليفه حتى قابل قائد القوات المجري (الهنغاري) المدعو إيوان دي هونيدوارا ، و الذي أنزل هزائما عديدة بجيوش السلطنة العثمانية مجبرا مراد الثاني على القبول بالصلح.
تخليه عن الحكم
سئم مراد الثاني مسؤلية الحكم و اراد أن يتفرغ للعبادة ، فتنازل عن الملك لابنه محمد الثاني ( محمد الفاتح ) بغية التفرغ للعبادة ، و لم يكن ابنه قد تجاوز الرابعة عشرة من العمر.
إيوان دي هونيدوارا
لم يلبث السلطان مراد أن عاد إثر نقض ملك المجر للصلح المبرم مع العثمانيين بتحريض من مندوب البابا الذي أفتى أن عدم رعاية الميثاق مع المسلمين لا يعد خيانة ، مما دفع السلطان مراد بالسير على رأس جيشه إلى البلقان مجددا ، فانتهت معاركه العديدة مع المجريين بمقتل ملك المجر وتقهقر إيوان دي هونيدوارا .
تخليه عن الحكم للمرة الثانية
عاد مراد للعزلة مرة أخرى لكن ثورة إسكندر بك (أحد أمراء ألبانيا الذي كما يبدو كان قد تظاهر بالإسلام) أعادته للواجهة مرة أخرى ، حيث استغل هذا الثائر صغر سن محمد الثاني ليشق الصف العثماني مستعملا بعض الانكشارية والجند التي أيدته . تراجع إسكندر بك إلى ألبانيا حيث أراد أن يستقل عن أملاك السلطنة ، و ناصره معه عدد من أشراف البلاد ، و خلاصة الأمر أن اسكندر بك استطاع أن يحتفظ بأراض واسعة من ألبانيا ،
توفي السلطان مراد قبل أن يمهله القدر لإنهاء هذا الأمر ، و لكن جهوده في إعادة توحيد الولايات العثمانية و توطيد الأمن على الحدود الأوروبية كانت العتبة التي صعد عليها ابنه محمد ليفتح القسطنطينية و يسيطر على ما تبقى من الأراضي البلقانية ، و يذكر المؤرخون أن مراد الثاني كان أول من استعمل سلاح المدفعية في التاريخ العسكري العثماني وخلفه ابنه السلطان محمد الفاتح