} - ممن استقبلت أول تهنئة لك بالعيد ؟
&= من زوجي العزيز ثم ابنائي
}- ومن أول من قدمت له التهنئة }-؟
&= والدتي ثم أخوتي و أنتم
}-ماذا يعني لك العيد ؟
&= حاليا هو ثورة داخلية على الواقع و على الذكريات .. و حزن متقع ..
}-كيف تقضيه..؟
&= أيضا حاليا اختلف كثيرا و عوضا أن نزور الاهل و الأقارب و نقضي فترات المساء و السهرة في المطاعم و المقاهي مع عدد من الأصدقاء .. و التنزه على الكورنيش و مدينة الملاهي .. قضيناه في البيت نستقبل الضيوف من ذات المدينة ومن مناطق بالقرب منها .. و قد رافق العيد في يومه الثاني وفاة صديق لزوجي و بالأمس مساء وفاة والد صديقة ابنتي المقربة في سورية في الأحداث الأخيرة .. وهذا عكس مزيدا من الأسى و الحزن علينا
.. ؟ - }- و هل له في ذاكرتك مساحة واسعة من التأمل و الذكريات
يمثل العيد لي دوما الفرح المؤطر بمشاعر كل من أحب و اللقاءات الجميلة و الإجتماع الأسري و العائلي على الفرح و لا شيئ إلا الفرح .. ومنذ أن وعيت و تعرفت على ما يعنيه العيد للجميع .. وهذا في عمر الطفولة للآن أتصرف :و كأن الزمن لم يمر .. ورغم ما تبعه من مسؤوليات أصبحت من مهامي الحياتية .. حيث أصبحت أقضي جزء من الوقت في الأيام العشرة الأخيرة بين تهيئة المنزل و مستلزماته و التسوق لكل أفراد الأسرة ..
و لازلت للآن انتظر العيد بلهفة طفلة تسرع إلى المحال لانتقاء هنداما جديدا لها بداية بهندام ليلة العيد و حيث كنت أقتني لي و للأفراد أسرتي عدد البدلات حسب عدد ايام العيد .. لعيد الفطر ثلاثة و لعيد الاضحى اربعة .. و للآن عندما ارتدي ملابسي الجديدة أنظر في مرآتي أولا ومن ثم في عيون أحبتي و انتظر تعليقاتهم التي تفرحني كطفلة صغيرة .. و ترسم هذه الفرحة على وجهي وشاحا من الأحمر يدثر وجنتاي .. لذا كثيرا ما يقول لي زوجي مبتسما (( من يقول عندي ولدان مخطئ .. فقد رزقني الله بثلاث و الله يحميهم هههههه )) ..
دعوني أهمس لكم أن في أحد الأعياد و بسبب ظروف وفاة لأحد الأقارب من عائلة زوجي قررت العائلة ان تستمر شعائر الحزن خاصة في الهندام رغم انتهاء الأربعين .. اعتصمت في المنزل و لم أغادره رغم الحاح زوجي و ابنائي .. و لازمت البيت حتى انتهى العيد و اكتفيت بتهنئة احبتي من خلال الهاتف .. و كل من يسألني لما لم أزوره من المقربون أقول : " لم اشتري ملابسا للعيد هذه المرة و أضحك ..."
أما هذا العيد لم أفكر في كل هذا و لم يكن لدي اي رغبة لا للشراء ولا للخروج من المنزل .. فما يحدث لسورية الحبيبة و الغربة كفيلان في خطف هذه الفرحة ..
-و أخيرا سأترك لضيفنا مساحة فضفاضة؟
-هل هنالك موضوع تريد أن تشاركنا إياه؟
&= موضوع أحببت أن أتحدث به و بصوت عالي لتسمعونني .. وهو علاقتي بالياسمين .. و سبب ختم كلماتي دوما بالياسمين ..
فقد احببته منذ زرت سورية للمرة الأولى فقد كان رفيق خالتي الحبيبة أو أمي الثانية فأصبح رفيقي .. ثم عشنا في حي جديد و جميل تميزه رائحة الياسمين المنبعثة من كل مكان .. كنت اقطف الياسمين في الذهاب و الإياب .. ومتى بحثتم بين حقائبي و جيوبي ستجدون الياسمين منثورا .. و تزوجت و بعد سنات قليلة عدت و سكنت ذات الحي من أجل الياسمين و قربي من والدتي أطال الله من عمرها .. كنت اتأمل هذه النبتة الرائعة دوما و أقول كم تشبهينني وربما لهذا أحببتك .. لذا أهديكم هذه الكلمات ( على خذ الياسمين )
عَلَى خَد الياسمين ..
أُتَابِع بِأَنَاة جَدَلِيَة الصُّمُود
ورِقَّة الإحْسَاس حيث تَبَدَى فَارِهًا
عكس بِبَهَاء ارتِسَامَات مَعَالِمِي
وخُطُوط قَلْبِي المُلَون بِريْشَتِه البَيْضَاء
لتتَجَلَّى صَفَاءُ دَقَّاتِه المُتَنَاغِمَة
مَع عَزْفِ وُرَيْقَاتِه عَلَى أنْغَام النَّسَمَات المُرْتَعِبَة
مِن ريَاحِ هَوجَاء مُفَاجِئَة,,
رَغْمَ التَّقَلبَات فِي عَالَم لاَهِثٍ خَلْفَ المَادِيَات
والبَاحِثِ فِي أزِقَّةِ الوَهْم وسَاحَات الزَّيْف ,,
تَتَشَبَثُ بِخُيُوطٍ رَفيعة
تكاد تَقْطَعُهَا أيَادِي سَودَاء غَارِقَة بِدِمَاء الأنَا ,,
مَآقِي عَمْيَاء ...
لا تَرَى مِن ثَلْجِ ينَاير إلاَّ بَرْدِهِ القَارِص ,,
تَغْفل عَمْدًا عن جَمًالَ هَذا الرِّدَاء الأبْيَض
الذِي يَمْنَحُ المَكَان الدِّفْء والبَهَاء ,,
أجْنِحَة خَضْرَاء تُرَفْرِفُ بِكِبْرِيَاء
تَقتفِي آثار شَتتَهَا القَيْظ ,,
وجَلاَّد يَحْبُو بِسَوطِ البَيَان ,,
احْتَرَقَتْ كُلَّ مَرَاكِبه مِن قِدَم الزَّمَن ,,
مَيَاسِم اليَاسَمِيْن لَمْ تَعُدْ تَرَاه
إلاَّ جُثَّةٍ سُجَّت فِي قَعْر النِّسْيَان ..
و عند ِ تُخُوم اللَّيْل ,,
أمْتَشِقُ حُدُودَ اليَاسَمِين ,,
ومِن حُلَيْمَات الحَرْف أنْقُش بُحُورَ الشعر
لتولدَ أجِنَّة تُحْيِ كَلِمَات اخْتَبَأت فِي وعَاء الغُرُوب,,
وتشعلُ قنَادِيلا صَدِئَة
بعطر ينير مرافِئ وِدٌ نَقِية
على مساحات تتسع شفافيتها رويدا رويدا ...
عِطْر فَرَنْسِي يَا سَمِيْنِي
يَتَسَلَلُ بِرُقَي لِفَضَاء لا يَعِي قِيْمَة العَطَاء السَّخِي بِلا َثَمَن ,,
ولا إبْدَاع مُعَادَلة التَّنَقُل بَيْنَ مُرَبَعَاتِ رُقْعَةِ المَشَاعِر
إلَى الخَانَةِ الأخْرَى ,,
دُون تَمَلّق ,,
أو شَك يَحْصِد مَا تبقِيَ مِن وِد ,,
يلوذ بصمت موشوم بعند قاتل ومحفزات داخلية ,,
يسدل بأنامل التحدي
على مسرح العطاء إشارة النهاية .