(1)
شاع في السنتين الأخريين كلمة "الخرفان" في معرض الذم، واقتضى مني ذلك بحثها لغة؛ لأعرف أتعرف اللغة العربية هذا الذم أم لا تعرف؟
وبعد بحثي تبينت أن الكلمة لا تعني ذما وإن قصد مطلقها ذما.
لماذا؟
يقول المعجم الوسيط: "الكبش: فحل الضأن في أي سن كان".
فماذا تقول العربية عن الكب الذي لا يخرج عن "الخرفان"؟
يقول عمرو بن معديكرب:
نَازَلتُ كَبشَهُمُ وَلَمْ أَرَ من نزالِ الكَبشِ بُدَّا
ويقول العباس بن مرداس:
ونحنُ ضربنا الكبشَ حتى تساقَطتْ ... كواكُبه بكل عَضًبٍ مهنّد
ويقول نَهيك بن أُساف:
لعمري لقد أكرمتُ ندبة وابنَها ... ولكن عِرقَ السوءِ في المرءِ غالبُه
فلسنا وإن قلتِ السَّفاهةَ والخنا ... بأوَّل من يَثْروه يوماً أقاربُه
ولو قلتِ بالمعروف أنبأتِ أنَّنا ... إذا الكبشُ لاحتْ في الصَّباح كواكبُه
نطاعنُهُ حتَّى نُصرَّعَ حولَه ... ونمشي إلى أبطالِهِ فنضاربُه
(2)
ما معنى ذلك؟
معناه أن الكبش هو سيد القوم أو رئيس الكتيبة، وأن الوصف به مدح كالوصف بالأسد؛ إما كناية عن موصوف، وإما استعارة تصريحية.
كيف؟
يقول "الصحاح" للجوهري: "وكبش القوم: سيدهم". ويقول "القاموس المحيط" للفيروز أبادي: "الكَبْش: الحَمَلُ إذا أثْنَى أو إذا خَرَجَتْ رَباعِيَتُه، ج: أكْبُشٌ وكِباشٌ وأكْباشٌ. و-: سَيّدُ القومِ وقائدُهُمْ ... وكان المُشْركونَ يقولون للنبيّ: ابنُ أبي كَبْشَة؛ شَبَّهوه بأبي كَبْشةَ رجلٌ من خُزاعةَ خالَفَ قُرَيْشاً في عِبادَةِ الأصْنامِ أو هي كُنْيَةُ وهْبِ بنِ عبدِ مَنافٍ جدّه من قِبَلِ أُمّه لأنه كان نَزَعَ إليه في الشَّبَهِ، أو كُنْيَةُ زَوجِ حَليمَةَ السَّعْدِيَّةِ، أو كُنْيَةُ عَمّ ولدِها وكُنْيَةُ سُلَيْمٍ أو أوْسٍ الدَّوْسِيّ".
ويقول "المحيط في اللغة" لابن عباد: "الكَبْشُ: معروفٌ. وكَبْشُ الكَتِيْبَةِ: قائدُها. وهو السَّيَدُ أيضاً".