وصية حبّ ينظر البعض نظرة تحريم واستهجان للغرام بكل ما يتضمنه من عواطف.. فينسفون قدسيته، وينكرون على المصلين العشاق صلاتهم أمام محراب المحبّة والحياة: [/align] الحــــــبُّ.. يا محــــــبوبتي.. تجــــــــــديدُ وألـــــدُّ أعــــداء الهــــــــوى.. التـــــــرديدُ! لا تحســـبي أنّ الحـــــــــياة عقــيــــــــمةٌ فالحبُّ من هــــــذي الحــــــياة ولـــــــــيدُ أغراســـــه في العمـــــر تنمـــــــو.. كلّما ضمَّـــــته للصـــــــدر الحــنون زنـــــــــودُ الحـــبُّ معنىً للوجـــــــــــود.. فناضلي! كيلا يفــــــــــوتكِ في الحــــياة وجــــــــودُ لولا الهوى.. ما كان يفتكُ في الحشا لحــــظ العـيـــــون.. ولا تثــــير نهــــــود عـيناك.. مـــا كانتْ ترشـــرش سحـرها وجــــدائلٌ مغـــــــــناجةٌ.. والجــــــــــــــــــــيدُ لولاه لم يسب الجـــــــــمالُ.. ولا ارتمى في بحـــــــره.. شــــــــوقا إليه.. عمـــيدُ ***** الحـــبُّ طقـسٌ.. كالصَّــــــــلاة مقـــدَّسٌ والناس في حـــــــــــرم الغـــــــــرام عبــــــيد فإذا وقفـــتِ أمامـــــــــــــه.. فتطـــــــيَّبي! فالعطــــــــر للشــــــوق المثــــير ولــــــــود لا تحسبي أنَّ الغـــــــــــــــــــــرام غــــــريزة ٌ تذوي بِموقــــــدها العــــــــيونُ السُّـــــــودُ أسمى العواطف أنْ نحــبَّ.. وأنْ نرى أنَّ المحــــــبّة جـــــــــــــنّةٌ.. وخلـــــــــــــــودُ ***** لا تُدخلي داء التســــــلـُّطِ في الهــــوى! فبــــهِ تســــــــاوَى ســــــــيِّدٌ.. ومســــــــودُ مهما طــــــــواكِ اللّـــــــــيل في ظلـــــــماته لا تحـــــــزني! فالصُّــــــبحُ منكِ أكــــــــــيدُ والحـــبُّ لـولا حــــــــــــــزنُهُ.. وعــــــــــذابُهُ كالماسِ لو يكـفي الـــورى.. ويزيـــــــــدُ لا تفضحي قصص الغـــرام! فكلَّما- افتُضِحَ الغــــــــــرامُ.. تكـــاثر التنهــــــــيد ***** يا غـــادتي.. هـــــــاتِ اسمعــيني آيـــــةً للحـــبِّ!.. يُذكي شـــــــــوقها التجـــــــويدُ وتسلّلي ولـــــــــــها يســـــــافر مع دمي! مادام ينبضُ بالدمـــــــــــاء وريــــــــــــــــــدُ طيـــري بغابـــــــات المحـــــــبَّة بلبـــــــــــلا يشــدو.. فيمـــــلأ كــــــونهُ التغـــــــــــريدُ وتوسَّــــــدي زنــــــدَ الهــــيام أمـــــــــــــــيرةً خفقــتْ لها بين القلـــــــــــــــوب بنــــــودُ وتخلّصي من كلِّ قـــــــــيدٍ! فالهــــــــوى ألا يقــــــــــيِّدَ طبعــــــــــكِ التقـلــــــــــــــــــــــيدُ أن تعشـــــقي الدنــــيا.. كأنكِ قطــــــــعةٌ منـــــــها.. كأنــكِ للـــــــدُّنا تجســــــــــــــــيدُ وتجنّــبي درب الغـــــــــــرور.. فإنّـــــــــــه أصــــل الشـــــرور.. وما عليه مـــزيدُ ***** يا غــــادتي! إني وهبــــــتكِ خـــــــافـقا لا تظلمـــــــــــــيه!.. أنا علــــــيه بعــــــــيدُ وتحمَّلــــــيهِ!.. إذا الطفـــولة داخلتهُ- فإنـَّــــه بالقـــــــــــــرب مـــنكِ ســـــــــــــــــعيدُ صوني له بين الضلــــوع وســـــــــــــادة! يأوي لها.. لو شــــــــــفّه التســــــــــــــهيدُ لا تجرحــــيهِ! فهـــــو طــــفلٌ.. لم يزلْ يُبكـــــيه في جــــــرح الهوى التضميدُ ***** *** * نبيه محمود السعدي