يرى البعض أن كلمة العلم المذكورة في القرآن والسنة ليس إلا العلم الشرعي. لذلك نحاول أن نتكلم في هذا الموضوع ونستشهد ببعض أقوال كبار علماء الشريعة . يقول الشيخ أسامه عبد الله خياط إمام الحرم المكي والأمين المساعد للإعجاز العلمي في القرآن والسنة :
"إن للعلوم الكونية كما هو الشأن تماماً في شقيقاتها من علوم الدين دوراً فاعلاً ومؤثراً في خدمة كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإسفار عن وجه جلالهما وجمالهما وبيان هديهما وشرائعهما كما أمر الله تعالى ورسوله صلوات الله وسلامه عليه، ذلك أن العلم الصحيح في هذا الدين رديف الوحي في تثبيت الهدى، وتحقيقاً لوعد الرب جل وعلا بجعل آياته في الأفاق بها يزداد إيمان المؤمن. "
لذلك نرى أن من أهداف العلوم الطبيعية في التربية الإسلامية تعميق الإيمان في النفوس وإيضاح وبيان معاني بعض آيات القرآن الكريم ، وبيان الإعجاز العلمي ، والاستجابة إلى دعوة الله عز وجل في الاستفادة مما سخره الله لعباده في هذا الكون الواسع بفضائه اللامتناهي.
لقد فهم سلفنا الصالح ما أمرنا الله به ورسوله وعملوا به ووعوه وطبّقوه فدانت لهم الأمم واحترمتهم الدول وكانوا قادة العالم ينشرون العلم والعد ل والخيرفي أرجاء المعمورة . وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على العلماء في محكم تنزيله . قال تعالى : [ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكرُ أولو الألباب ] (الزمر 9
وكذلك الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أثنى عليه ورغبّه لنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم يهتدي بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك أن تَضل الهداة" (رواه أحمد بإسناده عن انس رضي الله عنه.
والأنفس عاملاً من عوامل بيان الحق وترسيخ اليقين"
قال تعالى : [ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ] ( فصلت 53 ).
ويقول أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة 745 في تفسيره (ج 5ص 360
"علم الهيئة علم شريف يطلّع فيه على جزئيات غريبة من صنعة الله تعالى يزداد بها إيمان المؤمن." انتهى.
والعلم هنا من علم كوني وعلم شرعي ، هو كل ما ينفع المسلم في دنياه وآخرته ، فالله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته ولننظر ماذا في السماوات والأرض . قال تعالى : [ قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ولن تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ] (يونس 101.
و قال تعالى : وفي أنفسكم . أفلا تبصرون , ( الّذاريات 21) . إننا لا نستطيع أن ننظر أو نبصر إلا عن طريق العلم الكوني عبر هذا الفضاء اللامتناهي.
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 10-06-2013 في 12:36 PM.