ثمّ اشتقتُ لدخانه.. أتصّدقين ؟
ذلك الذي امتعضت منه مرة في موقف الباص ومضى ؛ والسّماء لاتدري ولا القلب ، ولاالرّبيع القادم بعد عشرة أعوام من الإنتظار ، ولا الثّلج الذي لم يهطل بعد ؛ بأنّه تركَ شيئا هنا في قلبي ، ومكانا هناك في ذاكرتي التي تلفعّت بنكهة دخانه ، ووقع خطى ظلّه ولون حبره ، لكن الغريب أنّ عطر دخانه شغلني عن حفظ لون عينيه المختبئتين خلف زجاج نظارتيه ...
ستقولين بأنّي جننت ، لكن .. قد يهطل المطر بلا سابق إنذار ؛ وكذلك هوكان لقائي الثّاني معه .. ماأغربه !!
لقد كنتُ أرتّقُ ثوبَ النّخيل بحروفي حين أصابني رذاذ صوته بدوار الشّعر ...
أهكذا يُرْسَمُ الورد النّابت في القلب ؟!
فالعمرُ والحربُ وخشخشةُ أوراقِ قصائده وخاطرٌ منذور للحبّ قد تحالفت كلّها لتوقعَ بي حين همّ بمغادرة مقعده في موقف الباص تاركا قصاصة ورقٍ وسار خطواتٍ ، قبل أن يسمع همهمة قلبي : "نسيت مسودة قصيدتك يا سيّدي" ... فالتفتَ، والتفتتْ حولي كل العيون حين أومأ هامسا:
"احتفظي بها "
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟