ابن الفارض – شاعر الغزل والتصوف والحب الإلهي.
هو عُمر بن علي بن مرشد بن علي ،لقب : بشرف الدين بن الفارض ، وُلقَّب أيضاً بـ (سلطان العاشقين ) .
ولادته ووفاته :[ 632 هـ -576 هـ/ 1181 م - 1235 م] هو سوري الأصل من مدينة حماة. ومصري المولد والدار والوفاة.
أشتهر : ابن الفارض بالشاعر المتصوف، وكان فقيها شافعياً، اتسم شعره بالفلسفة المتصلة بما يسمى (وحدة الوجود)، وأغلبه في الحب الإلهي. وفُسِّر شعره باطنيا، ومنهم من رأى فيه لواعج العشاق وعواطف المدنفين ،وفسره تفسيرا صوفياً وأياً ماكان الأمر فهوم من أرق الشعر.
اتخذ ابن الفارض طريق التصوف سبيلا وأخذ الحديث عن ابن عساكر، وأخذ عنه الحافظ المنذري وغيره، إلا أنه ما لبث أن زهد بكل ذلك وتجرد، وأوى إلى المساجد المهجورة وأطراف جبل المقطم، وذهب إلى مكة في غير أشهر الحج ! وأكثر العزلة في وادٍ بعيد عن مكة. ،ثم عاد إلى مصر وأمه الناس بالزيارة وهذه إحدى قصائده في الغزل. .( منقول عن الموسوعة العالمية للشعر.بتصرف)
مقتتطفات من شعره
هو الحب فاسلم
هُوَ الحُبّ فاسلمْ بالحشا ما الهَوَى سَهْلُ*** فَما اختارَهُ مُضْنًى بهِ، ولهُ عَقْلُ
وعِشْ خـالياً فالحبُّ راحتُهُ عناً *** وأوّلــُهُ سُــقْـمٌ، وآخِـرُهُ قـَتْـلُ
ولكنْ لديَّ الموتُ فيه صبابة ً *** حَياة ٌ لمَن أهوَى ، عليّ بها الفَضْلُ
نصحتُكَ علماً بالهوى والَّذي أرَى *** مُخالفتي فاخترْ لنفسكَ ما يحلو
فإنْ شِئتَ أنْ تحيا سَعيداً، فَمُتْ بهِ *** شَهيداً، وإلاّ فالغرامُ لَهُ أهْلُ
فَمَنْ لم يَمُتْ في حُبّهِ لم يَعِشْ بهِ،*** و دونَ اجتِناءَالنّحلِ ما جنتِ النّحلُ
تمسّكْ بأذيالِ الهوى واخلعْ الحيا *** وخلِّ سبيلَ النَّاسكينَ وإنْ جلُّوا
وقلْ لقتيلِ الحبِّ وفَّيتَ حقَّهُ *** وللمدَّعي هيهاتَ مالكحلُ الكحلُ
تعرّضَ قومٌ للغرامِ، وأعرضوا،*** بجانبهمْ عنْ صحّتي فيهِ واعتلُّوا
أحـبَّة َ قلبي والمحـبَّة ُ شـافعـي *** لدَيكُمْ، إذا شِئتُمْ بها اتّصَل الحبلُ
عسَى عَطفَة ٌ منكُمْ عَليّ بنَظرَة ٍ،*** فـقـدْ تعبتْ بيني وبينكـمُ الرُّسلُ
أحبَّايَ أنتمْ أحسنَ الدَّهرُ أمْ أسا*** فكـونوا كـما شئتمْ أنا ذلكَ الخـلُّ
إذا كانَ حَظّي الهَجرَمنكم، ولم يكن*** بِعادٌ، فذاكَ الهجرُ عندي هوَ الوَصْل
وما الصّدّ إلاّ الوُدّ، ما لم يكنْ قِلًى ،*** وأصعبُ شئٍ غيرَ إعراضكمْ سهلُ
وتعذيبكمْ عذبٌ لديَّ وجوركمْ *** عليَّ بما يقضي الهوى لكمُ عـدلُ
سائق الأظعان
سائقَ الأظعانِ يَطوي البيدَ طَيْ *** مُنْعِماً عَرِّجْ على كُثْبَانِ طَيْ
وبِذَاتِ الشّيح عنّي إنْ مَرَرْ *** تَ بِحَيٍّ من عُرَيْبِ الجِزعِ حَيْ
وتلَطّفْ واجْرِ ذكري عندهم*** علّهُم أن ينظُرُوا عطفاً إلي
قُل ترَكْتُ الصّبّ فيكُم شبَحاً *** ما لهُ ممّا بَراهُ الشّـوقُ فَي
خافياً عن عائِدٍ لاحَ كمَا *** لاحَ في بُرْدَيهِ بعدَ النشر طَيْ
صارَ وصفُ الضّرّ ذاتيّاً لهُ *** عن عَناء والكلامُ الحيّ لَي
كهِــلاَلِ الشّــكّ لولا أنَهُ *** أنّ عَيني عَـيـْنَـهُ لــم تـتـأيْ
مِثْلَ مسلوبِ حياةٍ مثلاً *** صار في حُبِّكُمُ مَلسوبَ حَي
مُسْبِلاً للنأي طَرْفاً جادَ إن *** ضَنّ نَوءُ الطّرْفِ إذ يسقط خَي
بَيْنَ أهلِيهِ غَريباً نازحاً *** وعلى الأوطانِ لم يعطِفْه لي
وعليكُمْ جانِحاً لم يتَأيْ جامِحــاً إنْ سِيمَ صَبراً *** عنكُمُ
نَشَرَ الكاشِحُ ما كانَ لهُ *** طاويَ الكَشحِ قُبَيلَ النأيِ طي
في هَوَاكُمْ رَمَضَانٌ عُمْرُهُ *** ينقضي ما بَيْنَ إحْياءٍ وطَيْ
صادياً شوقاً لِصَدّا طَيْفِكُمْ *** جِدَّ مُلْتَاحٍ إلى رؤيا ورَي
حائِراً في مـا إليهِ أمـرُهُ *** حائِرٌ والمَرء في المِحْنَة عَي
يا أُهَيْلَ الــوُدّ أنّى تُنْكِـــرُو*** نيَ كَهْلاً بعدَ عِرفاني فُتَي
يَجْلُبُ الشّيبَ إلى الشّابِ الأُحَي ***وهَوى الغادةِ عَمري عادةً
قلبي يحدثني
قلْـبي يُحـدّثُني بأنّكَ مُـتلـِفـي،*** روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي*** لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،*** في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ ***فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي*** ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي*** منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ، فَعِدْ بهِ*** أملي وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفي
فالمطلُ منكَ لديَّ إنْ عزَّ الوفا*** يحلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ
وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي*** عُمري، بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
لوْ أنَّ روحي في يدي ووهبتها*** لمُبَشّري بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ
لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً*** كـلفي بكـمْ خلقٌ بغيرِ تكـلُّفِ
أخفيتُ حبَّكمُ فأخفاني أسى ً*** حتى ، لعَمري، كِدتُ عني أختَفي
وكـــَتَمْتُهُ عَنّي، فـلـو أبدَيْتُهُ *** لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْــفِ الخَفي
ولقد أقولُ لِمن تَحَرّشَ بالهَوَى***عرَّضتَ نفسكَ للبلا فاستهدفِ
أنتَ القتيلُ بأيِّ منْ أحببتهُ*** فاخترْ لنفسكَ في الهوى منْ تصطفي
قلْ للعذولِ أطلتَ لومي طامعاً*** أنَّ الملامَ عنِ الهوى مستوقفي
دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى*** فإذا عشـقتَ فبعـدَ ذلكَ عنِّفِ