عاشقة الغروب بالأمسِ بَعْدَ رُجُوعِ الطَّيْرِ عَاشِقَـــــةٌ عِنْدَ المَسَــــاءِ تراءَتْ تُطْلِقُ البَصَرَا إِلَى الغُرُوْبِ وَ عَيْنُ الشَّمْسِ غَارِقَــةً خَلْفَ المَدَارِ تُوَارِي البَحْرَ وَ الجُزُرَا قَدْ غَابَ طَيْفُ الرَّواسي عِنْدَ شَاطِئِهَا عَنِ العُيُونِ وَخَفَّ الضَّوءُ وَانْحَسَرَا فَوقَ العُبَـــــــابِ تزيَّا المَوجُ حُمْرَتَهُ وَفَاضَ سِحْرَاً عَلى الآفَــاقِ وَانْتَشَرا وَلاحَ غَيْمٌ أَمَــــامَ الشَّمْسِ ذُروَتُـــهُ لَوْحُ الحَدِيْدِ أَثَـــــارَ النَّـارَ فانْصَهَرا وَمَشْهَدُ الشَّفَقِ الألحَـاظُ يَأسُرُهَــــــا وَقَلْبُ عَاشِقَتِي مِنْ حُسْنِــــهِ انْفَطَرا وَ الليْلُ حَطَّ على الوادي بعَتْمَتِـــــهِ فَلَاحَ بَرْقٌ إِلَيْهَـــــــــا يَحْمِلُ المَطَرَا قَامَتْ تَلُمُّ إِزَارَ الثَّوبِ فَارْتَعَشَـــــتْ مِنْ نَسْمَةٍ تُبْرِئُ الوَلْهَـانَ إِنْ سُحِرَا فَصَاحَ مِنْ حَوْلِهَا زَهْرُ الرُّبَى خَجِلاً رَبَّاهُ منْ مُنشِئٌ في رَوْضِنَـــا قَمَرا نَرَاهُ يَرْجُفُ خَوْفَـــــاً وَالنَّدَى رَطِبٌ فَكَيْفَ لمَّا تهــــامى الغَيْمُ وَامْتطَرَا رَدَّتْ وَ مِنْهَا شِفَـــــاهُ الثَغْرِ بَاسِمَةٌ أَهْـــــلاً بِمُزْنٍ أتَى للرَوضِ وَانْهَمَرا وَقَدُّهَا راقصٌ وَ الطّيرُ عَازِفَـــــــــةٌ أَنْغَــــــامَ حُبٍّ تَهُزُّ القَوْسَ وَ الوَتَرَا فَرُحْتُ أُصْغِي إِلَى الألْحَانِ عَنْ كَثَبٍ وَ زَفْرَتِي تُوقِظُ الأغْصَانَ وَ الشَّجَرَا مِنْهَـــا إليَّ رَسُوْلُ الحُبِّ تُرْسِلُــــــه سِرَّاً فَمِنْــــــهُ عَرَفْتُ السِّرَّ وَ الخَبَرَا [/SIZE]
أنت فؤادي يا دمشق