في رأسِ القَلعَةِ ، سِجْنٌ صَغِيرٌ وسَجّانٌ يَحتضرْ قَبضَةُ سَلاسِلَ مُعَتّقةٍ بِعَرقِ أيَادِيَ ضَائِعةٍ نَبَشَتْ سَنَابِلَ القُرونْ قَلعَةٌ ... ٍ تُحصي أَقدَاحاً تَأَرَّختْ بِجُنُونِ السُكْر ِ وعَطَشِ الحَنَاجِرِ المُختَنِقَةِ بِرِمالِ الذكرى ... هُنَاكَ ... عِكَامُ الرُّوحِ التصَقتْ بمَعَاطِبِ الْغَرَامِ َتنَاؤُشُ ثغرَ أَنفاسِهِا عَنْ طاسِ نَبضِهِ المُبتلِّ بحَميمِ الْحِنْثْ ... هُناكَ ... ظلامٌ يلهثُ ... من خلفِ صَوتٍ يَحتَضِرُ ... مُتهَدِّجاً صَوبَ لَوحِ حَنِينٍ مَخْزُومٍ بشَريعَةِ دُمىً تَمُوءُ بذَئِرِ العَابِرينَ .. بِرُعودٍ وَوعودٍ عَمْيَاءْ أَمَنَةُ نعاسِ الضَّوْءِ الآتِي مَعَ الرِّيحِ بِأَبخِرَةٍ يحتَلُّ الأَلَمُ فِيها عُرُوقَ التَّأَلُّهِ تَعُودُ وتَستلقي في مَشاهِدِ تفَضُّ شراسةَ البَردِ بخُطى الشَّمسِ وتُكَبّلُ شُعَاعَها بعمقِ آوانه أيُها الشَيخُ .. هل لي بمَسرَح ِ ذاكرتِكَ ؟ كي أسُدِلَ سِتارَ كَفَنِهِ عليَّ ... قربَ سريرِها ... تَمُرُّ فَراشَاتٌ أَنهَكَهَا عبورُ النّوافذِ صغَارٌ مَلامحُها خُرافيَّةٌ بَقَايا أَطيَافٍ وَنسورٍ في لَيلِ غيابِكَ المُكتَظِّ بالصُّخورْ تَاهَ الصِّغَارُ بين الصخورْ وارتَدوا ثَوبَ الشَّيطانِ ينتَصبُ الطُّغيَانُ .. وَسَطَ الجسدِ تقفُ القلعةُ ووسطَ القلعةِ أَتوهُ عن فِراشي ودُونَمَا حُلُمٍ أودُّ لو أسقُطُ سَهْوَاً فِي بَلَقِ النارِ لألمحَ ظِلَّكَ يتمايلُ بين أَصفَادِ الجَمْرِ خلفَ جدارٍ طَوَّقَ حَدائقَ الرُمَّانْ أَنتَظِرُكَ يا هَذيانُ صَبْراً عَلَى وسَادةٍ يَتِيمةِالفجر