ستونَ مرّتْ من هنا
بين العواصف والرعودْ
تلك العجافُ وقد بلتْ
وتحجرتْ أشجارنا فوق الربى
أو هاجرتْ
والسيل قد بلغ الزبى
والمرةُّ الستونَ أشباحاً غدتْ
...
صوتٌ غريبٌ لا يرى بين الصفوفْ
متلونٌ
حرباء في كلّ الظروفْ
آذاننا..
تتلذّذُ الصوتَ الغريبْ
لا صوتَ يعلو فوقه
لا من بعيدٍ أو قريبْ
لو صاح فينا صيحةً
نحني الرؤوسَ ونستجيبْ
...
ضاع الزمانْ
والليلُ يفتقدُ القمرْ
ألأرضُ أصبح لونها كالأرجوانْ
والمرةُ الستونَ .. عفواً سادتي
المرّةُ التسعونَ مرت من هنا
بين الجماجم والحفرْ..
تأريحنا ..
من أين يبدأُ ؟ من هنا ؟
إن كان يبدأُ من هنا
من أرضنا
لا بدَّ أن نعرفه
لا بدَّ أن يعرفنا
لكنه يبدو غريباً بيننا
تأريخنا ..
أمسى عدواً عندنا
ما دام يكشفُ زيفنا
ما دامَ يفضحُ عرينا
ما دامَ أسلافٌ لنا
لم ينحنوا للجبتِ قطٌّ مثلنا
يا ويلنا ..
صرنا ننام على الخنا
صرنا نضاجعُ أمنّا
يا ويلنا..
ما كان أن نحيا هنا
ألأرضُ قد ضاقت بنا
حتى الطيورُ تطيّرتْ من شرّنا
...
في المرةِ الخمسين كان مخاضنا
واليومَ إما أن نعودَ لجذرنا
أو نستحيلَ لأمةٍ ..
كانت هنا