آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-09-2010, 03:55 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي
 
الصورة الرمزية محمد ابراهيم سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد ابراهيم سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي اليوم سنأكل توتا

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأفرع الخضراء





الخميس ..
وأخيراً دق الجرس، وغداً سنستريح من (خرزانة) الأستاذ نعيم وحصة التسميع .. اليوم سنأكل توتاً .. أخبرني بذلك المعلم شعبان .. خلعت حذائي البلاستيك ودسسته فى الحقيبة، وأرسلتها مع سعاد كيْ ترميها بالدار ..

سعاد لن ترفض، فهي تحبني كثيراً وسأتزوجها لما أكبر، وسأشتري لها سريرَ نحاس عالياً كالذي اشتراه جدي لجدتي فطومة في عرسها، وستذهب أمي إلى رشيد مع خالتي أمونة كي تشتريَ لها قرطاً وحلقاً مخرطة ولبّة و خلخال ذهب، كما سمعت أمي تقول لأمونة، البنت سعاد مثل البطة ونظيفة وتطبخ وتخبز ولا تمشي حافية .

أخذت سعاد الحقيبة وفرِحت كثيراً، فهي تعشق التوت عشقاً وتأكله أكلاً مثل الدبة، أما شعبان فلم يجد صعوبة فى التخلص من حقيبته ورماها بجانب سور المدرسة، فألف بني آدم سيعيدها لأمه، ومن سيطمع فى حقيبة مطبوع عليها بخطٍّ آليّ :

شركة مطاحن وسط وغرب الدلتا
شيكارة دقيق فاخر
الوزن الصافى : 25 كيلو جرام

ومرسوم عليها كلاب خضراء وقطط بلا ذيول، ولافتة متسخة :

شنطة المعلم شعبان
فصل : 2/1


توكلت على الله مع المعلم شعبان، لكن بشروط أبرمها و ألزمني إياها :

ـ أنا هتكتك وأخطط وانت تسمع كلامي .
ـ وأنا تحت أمرك يا معلم شعبان .

الولد شعبان تكتيكه عالٍ ويتقن المكر .. اليوم فلت من حصة التسميع، فأصابعه معقوفة مثل الصنارة، وتصل سبابته بسهولة إلى الحلقوم .. بدأت حصة التسميع وراحت ((خرزانة)) الأستاذ نعيم تغني فوق الأطراف وأخمص القدم، وتطبق قانون الثواب و العقاب .. وجدت شعبان يرتعش ولمحته يحشر إصبعه فى حلقه، ولما استقاء راح يتأوه و يبكي، وفجأة استلقى على الأرض مقلداً شهداء الحرب .. لحظات وكان الفصل يعج بالإداريين الذين أمروا عم أمين فراش المدرسة باصطحابه إلى غرفة الإسعافات الأولية .. حمله الرجل على كتفه كجِوَال البطاطس متأففاً ويود لو يرميه فى أقرب صندوق قمامة .

ذهب عم أمين بجِوَال البطاطس، واستكملت ((الخرزانة)) وصلة الغناء، وثلة ممن فشلوا في التسميع كانت تتراقص أقدامهم على أنغامها الصدّاحة .. دق الجرس ورحت أبحث عن شعبان، فوجدته معززاً مكرماً يجلس بين هيئة التدريس، وأمامه أكواب الحلبة والينسون وتشكيلة فاخرة من البسكويت الغالي، وكل من يدخل و يخرج يرميه بالطبطبة و الهدهدة.. حتى المدرسات كنّ يمددْنه بالحلوى وقطع الشيكولاتة والبسمات الحانية .

صعد المعلم شعبان شجرة التوت، ومثل القرد كان يتسلق الفروع برشاقة، وتركني بالأسفل أعاني قلة خبرتي وأتلوى من الجوع .. ظل يتنقل من فرعٍ إلى فرعٍ .. يقطف الثمار الناضجة ويلتهمها بثقة، وأنا أتدحرج هنا وهناك وراء الثمار القليلة الهاربة منه .. أزيل عنها التراب وأرميها في فمي بسرعة استعداداً لواحدةٍ أخرى، لكن كثيراً ما كانت تنزلق الحبّات فى الترعة وتكون من نصيب البط .. أهشه وأقذفه بالحصى كيْ يترك لي ولو واحدة، لكن كان يتسابق مع الإوز ويمسح صفحة الماء بمنقاره ويلتهم الثمار، فشعرت باليأس وجلست على حافة الترعة أحقد عليه وأحسده، وأتمنى لو كنت بطة أو دجاجة أو حتى كتكوتاً ؛ كنت سألف كل الترع والقنوات وأملأ حويصلتي بالتوت المتساقط من الأشجار وأحضر لبطتي سعاد ما يملأ حويصلتها .

نضجت الشمس وتوهجت خيوطها، وألهبت بطن شعبان المنتفخة .. نزل القرد بسرعة يبحث عن مكانٍ رطب يريح فيه مصرانه الغليظ من تقلصات التوت وخلطة البسكويت .. لم يصطبر حتى يعثر على ركن يستر عورته، بل تخلص من سرواله فوراً وقرفص أسفل الشجرة .. ينثني وينفرد كأنه في حالة وضع متعسرة، ثم انتزع من داخله آهة خرجت كالقنبلة .. جعلت البط يتطاير نحو البر .

ظل شعبان يتأوه ويشكو المخاض حتى سمعته يدندن بنشيد كان فى كتاب القراءة، فتأكدت أنه فى الطلق الأخير ونتعه الله، ثم جلست أنتظره وأنبش في رأسي عن وسيلة أجمع بها حبات التوت التي زادت وغطت سطح الماء كلما اهتزت الفروع أو أزعجتها الريح بنفخة خفيفة .. اكتست الترعة بالمحصول، وأنا في هذا الجانب أفرك رأسي، والبط في الجانب الآخر يتسحب ويحاول العودة، وما يكاد يقترب من الحافة حتى يباغته القرد بقذيفة مدوّية عابرة للترع والقنوات آتية من الضفة الشرقية ..

تصدّعَ رأسي من كثرة الفرك وأصوات القذائف اللا متناهية، واستنهضت شعبان الذي أتى بسلام من أرض المعارك يتقافز
ويتراقص بساقين لامعتين وحبات البطاطس الطازجة ..
رأى شعبان حبات التوت وقد كست وجه الماء، فسألته عن الحل الأنسب فأشارلي أن أنزل الترعة وهو سينتظر على البر يراقب الفلاحين .. كنت فى البداية أشعر بالقلق و الخوف ؛ فلو رآني أحدهم لشج رأسي وفلقه نصفين، فأقسم إنهم الآن يستريحون وهذا موعد القيلولة .. ذهب قلقي وبسرعة خلعت ملابسي و قفزت في الماء ، وكانت فرصتي أن أصبح علجوماً يافعاً أشق الماء شقاً وأضربه بجناحي وأنقر الثمار اللذيذة بمنقاري المشقوق .. أغطس وأطفو مستمتعاً برطابة الماء من حر الظهيرة .

تذكرت بطتي سعاد، وافترشت الحافة بالحشائش الخضراء وكوّمت التوت كالأهرامات .. زاغت أعين البط نحو الأهرامات الثلاثة، فغطست مرة ثانية وخرجت بزلطة سمراء .. أغمضت عينى اليمنى .. ونشنت جيداً على ذكر البط، وأطلقت رصاصتي فـرنّت الطلقة فى رأس دجاجة حمراء كانت تعرج طول الوقت، فصرخت وقفزت قيمة باع لأعلى ثم طارت ووقعت صريعة فى المصرف المجاور .

ناديت شعبان كي يسعفني بالملابس ؛ فلو أتى أحد واكتشف الجريمة لألحقني بالدجاجة فى المصرف المقابل ولصرت عبرة لمن يعتبر .

لم يرد شعبان، فكررت النداء وبحثت عنه بين الأفرع والشجر، لكنه اختفى ووجدتني وحيداً وسط الحقول .. دب الفزع والخوف بمفاصلي العارية، ولم يتطرق إلى ذهني أنني سأبحث عن ملابسي ولا أجدها، فانزلقت دمعتي وجلست تحت الشجرة أسب القرد ابن القردة، وأرجوه أن يرجع و يعيد إليّ ملابسي، ثم لمحت فلاحاً مقبلاً وفى جهامةِ وجهه غضب الدنيا .. في إحدى يديه منجل مسنون تبرق أسنانه فى شمس الظهيرة، وبيده الأخرى جِوَال خشن .. سقط قلبي وارتجف وأجهشت بالبكاء .. اقترب مني .. تكوّرت .. حملني ثم تأبطني كالبطيخة .. صرخت .. رفست .. ذهب بي إلى حجرة مظلمة مبنية من الطمي ومسقوفة بأجذاع النخيل .. فتحها ورماني بقوة .. فسقطت البطيخة وتحطمت جوانبها المتكورة .. أشهر منجله المسنون وأطاح رقبة الجِوَال الخشن ثم أفرغه، فسقطت ملابسي، ونهرني بعنف :

ـ يلة البس هدومك و خد صاحبك ومش عايز أشوفكم هنا تانى .

فلملمت ملابسي واحتضنتها، ثم انطلقت كالدبور مع شعبان الذي وجدته ينعق فى ركن الحجرة بالداخل ...!!







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::