معزوفة فوق الجبل العالي
عندما يحيل ندى الربيع الاْزهار البرية إلى نضارتها , وطراوتها وشكلها
المزهر,رغم كبرها وعتيها, وتصلب سيقانها , ودبابير وخزها ,كاْفعى
متوثبه تهم بالافتراس ...يحيلها إلى الدعة والاستكانة , ويلبسها حلة براقة
لتعلن للطبيعة عرسها, وتنسى شهور عجافها وسقمها...؟؟!
وهناك..على اْرض الجبل العالي ...!!,افترشت الحشائش الصغيرة بساطها
الأخضر ,وطرزت الزنابق المختلفه حواشيه ووسطه,لترسم بريشة الإبداع
جمال الربيع الاّسر...؟
وعلى مقربه تربض القطعان المستكينة الهادئة , وهي تنعم بدفء شمس الربيع
والماعز منها يثب ويتقافز , وثغائها يعم المكان بصخب متواصل......
وفي الأفق حيث سدم السماء, ونتفها المتفرقة والشواهق الكبيرة التي تفترس
بعيونها الواصبة ,الحيوانات الصغيرة , وتهتك بأجسادها الضئيلة , وأسراب
الغربان المتحزبة ونعيقها المتعطش , المصادر لثمار الأرض .......؟!
هي الحياة الجديدة ..التي جرت في شريان التعطش,فأورقت الروح بعد جفافها
وتيبسها.
عندما حل المساء ,وانحدر قرص الشمس,وذاب خلف الجبل العالي الذي غيبته
عتمة الليل,وألبسته رداء ظلها ,ومسخته بهيئة شبح مخيف ,فأيقضت بذلك
الأضغاث من الأحلام وعقوق الرغبة المكبوتة ....؟؟!!
والتي جمحت نحو أحاكي السرد العقيم, ليبتهلها الحكواتي العجوز , الذي نصبه
الليل وخباياه الموحشة سيدها..وخفيرها....!!
ليستأنف قصصه السقيمة التي غالها نعيب البوم المستديم... ليعمق الخوف
كثيرا في حنايا الروح ويزلف عنها صور الجمال الذي ترك وحيدا متذرعا
لبارقات الأمل..؟؟ مجترا كل أمانيه وأحلامه,وأمل من يبغي الخلاص, ويعود
لدار موطنه...ويعتلي صهوة قمة الجبل من جديد.....؟؟؟؟؟