أحلام ذاك الفتــى ــ شعر : علي عزوزي أيمنان ــ ذاك الفـتى رتَّـبت أحـلامه ســفرَهْ منذ الصبا رسمت من وهمه قدرَهْ حاكت خيـوط الليالي في تعاقبها بســاط درب الأماني فاقتفى أثره فراح يمخر بحر الشوق في لجج ولا يبالي إذا سـلطـانه قهـره قد كان يسلك نهج العاشقيـن فهل تلك الرؤى بعد صفو شوشت بصره أم كان يأنـس للأمواج في حـذر فصادر الموج في طغيانه حذره فراح يقتحم الأشواق وهي على جمر الغضا أملا أذكى به شرره لو كان يصغي إلى النفس التي ولهت زار الحبيب الذي يجفو ولو هجــره أو كان يذكر ما بالأمس من علل أثنى على الدهر لا يشكوه إن غدره ترجو المنى نفسه حتى إذا يئست ألقى بعرض المحيط المستوي حجره وظـل ينشـد في دنيــاه مكـرمــة تزكي القريض الذي من شعره نشره ولت وولى من الأيام ما عشقت فيه الليـالي التي ما هادنت سـمره لم يبق من مؤنس إلاَّ عقـود هــوى من أجمل الشعر يستهوي بها نظره كي ينجب الروض من بعد استقالته وردا وقـافيــة مستعرضا درره كانت وكان الزمان الخصب منفتحــا يلقي بزهو مواضي ليلها سُـرره والآن صار سـجين القحط لا سـحب في الأفق أو نسمة تجزي به مطره فريشـة الشـعر قد جفت سـواحلها زجر تولى فما أبقى سوى حفره قضى الزمــان وعـاد الآن يذكــره فهل يعيدُ إليه الـروحَ إن ذكره ***