لمن تُعزف النجوى ؟ ـــ شعر : علي عزوزي أبو أشرف ـــ لمن تُعزف النجوى ورُكْحُ الهوى قفرُ فـلا أحــد يغــريـــه لحـــن ولا شـعــــــــــرُ تولى زمان الشعر والتحف الدجى فحـول كغيث مر جـــاد به القطـــــــر وجئت أخيـــرا من زمــانــك تدعــــي بأن الــذي ينمـــو بمـــربعنــا زهــــــــــر وما هو إلا من صدى أزمن مضت كضــوء نجــوم الليــل يعكسها النهــــر أحاول أن أنسى من العهد ما ازدهت به نجمة الســـاري وما لفــه العمْـــــــر ولكــن نفسـي للجمـــال أسيــــــرة فما مات لحن في القلوب له أسـر وللدهـر عين قد تجـوس وتختفـي وآذانــــه تصـغـي فليس بها وقــــر فمن كان مثلي هام بالشجو راقصا على نغمات في الوجود هي السحر تمكن حادي الشعر مني وشدني إلى ريشة ظمأى يحاورها الفكـر فهيَّجتُ أشـواق الفؤاد ونبضَـــه ولم تشف أوراقي الدواة ولا الحبر أسائل نفسي عن عنائي ورحلتي وأدري بـأن الشعـر مركبــه وعــــر فأهجره حينا من الدهـر سـائلا شفائي من المولى ويا حبذا الهجر ويا حسـرة أسلوه حتى إخـالنـي شفيت ولكن ليس عن قرضه صبر تقيم القوافي في ليالي محفــلا وعربدة ما لي على صدها أمــر أطوِّف بالحانات أحسـو خمــوره وأرشفها رشفا إذا هزني السكـر وأرقب صبحا من سهادي يفيقني ولكن صبحي لم يغرد له طيــــر نسيج خيوط الليل وشَّج سكرتي فليت وشيج الليـل مـزقه الفجـــر وهذي سفيني في ذهاب وجيئة تداول من أيامــها المـد والجـــــزر فلا هي ترسو في مراسي قصائدي ولا مخــرت فنــا يخلـــده الدهــــــــــــــر أراني إذا قدمت للشعــــــــر مهــــــره قصورا بدت قصرا يطــــاوله قصــــر تفــاجـئـنــي الأيــــام تهـــزأ بالــذي رفعت إلى العليا ولم يرضها المهر تقول بعيد أنت من مكمن الهوى فدُرّك في غوص سجا فوقه البحــر وهب أنك استوثقت سرا لغيبــه يفـك من المكتـوم ما حجب الستر وعانقت ألحان الخليل ولم تحد عن الوزن حتى لو يباح لك العذر وطاوعك التغريد ما أنت قائـــل ؟ وهل تُطرب الذكرى التي ملها الذكر فقلت يعـاد العهـد عطـرا وإنمــا لكل زمـان من شـذانا له عطـــر من اللحن مأثور يرجِّـعه المـدى فتعزف منه النفس ما جدد العصر ***