،،، استدرجتها عناوين البهتان القابعة على جدران حدائق الموت البومية ،،،
من فوق فنن الحب الممتد على خيوط وجودٍ ناقع ، و محتضن لسنابل القمح الموغلة حروفها بين أحشاء بديع النفحات المسافرة ، رغما عن جدار الشرخ و أقبية الجهل المتقحم بين حروف دفء أعشاشها . حاولت الهروب من دلالة طوى فكر ذبلت كل زهراته و تلاشت أوتار حنجرته . حركت أجنحتها الصغيرة ذات لون خيوط الشمس البهية بثقة ذاتية مرحة مستوحاة من محيط ربيعي ، بنسماته الصباحية المتدفقة التي تحمل رذاذها البارد ، و الحالم بخضرة أوراق زهراته الفصلية ذات الألوان الهاربة من رسمياتها الفجة .
بعد أن ملأت المرج بشدو لحنها الصداح . و جميل كلمها المبدع . و قلبها الطائر بكل ايقونات الفرح ، و العتاب و الحب و الفراق و الهجر و الشجن ، بدتْ لافتة حولها الأنظار ، بكل الأمكنة الممكنة و غير الممكنة . تسافر معها جميع أطياف الأحبة وأغنيات الشهــداء . شــاربة حزنهـم كأسا مًرة ، من فـيض ما اختزنته و تسربلت به من صقيع جماجم شعراء عميان . متأبطين لأسفار ذنوب الفقراء و الجياع و المكبلين و المصلوبين على أعمدة مخازن القمح .
سألتٌها :
n ما سر هذه الأغلال و الغلال ،،،؟؟؟
أجابتني و كأنها تساءل أوتار قيتارتها النائمة . ذات الخيوط متعددة الأنفاس .
n كل آلهة الموت تفصلني عن كنزي . عن البكاء . عن النحيب و عن دراكولا الغاصب قاتل الأنبياء . كل جيراني رحلوا . دروب مدينتي هي الأخرى رحلت ، بعد أن عبثت ريح الخذلان و السلوان برموش نوافذها . بل هن أخواتي ، لم أجد لهن إلا أشباح أرامل تتدثرن برماد كينونتهن . لم يبق في مدينتي إلا أشباه أطفال . متارع اللعب و ساحاتها تحولت إلى مسابح حمراء . يحرسها مستأسد بأنياب تعشق وئد البراءة و الحب ورايات نسائم الحرية . حتى ضفائر العشق البريئة و الموشحة بأجنحتها الخضراء سافرت بعيدا . لا أدري إلى أين . أم إلى أين تمضي . !!! لم يبق منها إلا سائل أحمر . استغل كمادة لرسم طواحين هوائية . قد يستغلها الدون كيشوط المغتصب للإستقواء . لقد أمست مدينتي هواء أحمر و عروقها فارغة إلا من رائحة البارود و الخيانة .
n رأيتُ لكِ أترابا . يرتعون فرطا في حب الذات على خلفية انبطاحية لا تلوي إلا تقديس اللحظة ،،،،؟؟؟
-- أُلبستُ قفصي بعد أن همس البحر في تفاصيل وجودي متحسرا
-- لن ترحمك بومات الأهل و الأحباب الناسجة لعذابات عصافيرك .
تذبل مآقي حروفي كلما حاولت عناق دروب نسائم بلاغة الكلم . أزبد . هاج و ماج و رغى ، ليقذف بي تيها على أمسيات شواطئ دموعي التي اعتادت على دمل جروحٍ ، كانت و لا زالت عصب قومتي القائمة على مناكب براعم الشمس .
-- هل تعلمين أنني أقرأ في بريق عينيك قصائد القادم بإحساس الآخر،،،؟؟؟
-- نعم ،،، سأهديه قيتارتي ، حتى يعزف على أوتارها و بخشوع ، كل انتظارات حروف أغصاني . و حتى يسطع على جليد بحيرتنا الراكضة ، متى اسْـتَشرَتْ رائحتها بين فواصل وجود ذوات ، اعتادت تلويك جفاف كلماتٍ طامرةٍ لإنشغالاتٍ طموحةٍ للنسيان .
n هل استمرأ الخفاش لعبة الكراسي ،،، متى نشم هوائنا ،،،؟؟؟
استفزها السؤال الحلم العابر أمام نظرات لامبالاتها .
n إليك عني ،،، سيدوم الحب و السيف إلى يوم القيامة . لن يقف قفص سجاني أمام بوح عيوني المسافرة بعيدا صوب مجرة عينيك . إلى حيث ترقص الكلمات الهاربة بما هي رذاذ بحري أنا . هذا الذي لا يشبه بحور الدنيا .
يقينا هي تعلم بأن سجانها يلبس وَشيَ فراشاتها قولا ، ليخلعها فعلا . يحبها شرقا ليكرهها غربا . كم مرة أخرجتْ براعمها من ثنايا قفر المحيط . لتنطلق بها بين المروج . تعدو وراءها رباعية الألوان ،،،
تسقط ،،،
تحبو ،،،
تنهض ،،،
تنتفض ،،،
تغرق في يم ضحكاتها المشبعة بألوان أقمشة ، تشتم منها رائحة لها من العفوية و قلة الحيلة ، ما يعيدها دون عناء إلى أحضان الوحدة المفترِشة لأوراق رسمت عليها زهورا ،
كوخا ،
مرجا أخضرا ،
ثم مجرى ماء لا أول له و لا آخر .
n و ماذا تنتظرين،،،، ؟؟؟
n أنا أنتظر فارسي ،،، لكن ،،، لم هذا الغياب ،،، ؟؟؟ أظنه ضيع المفاتيح و غاب عني . هل نسي وجهه مسافرا ،،،؟؟؟ مر ذات يوم من هنا حاملا قيتارته التي غنت للأطفال
للمروج
للحب
للحلوى
للدروب المنسية
للحياة و الموت
و بجميع الأغنيات
إلا قصيدتي التي سكنها الليل . لماذا ،،؟؟ هل نامت العاصفة ،،؟؟ وحدي أنا الواقفة في هذه المدينة القفص . كل العابرين حملوا حقائبهم . وحدك أنت تغني فرحي و ترحي . لازلت أبكي . أشتم ترابيَّ المُجْهَضِ نسيانا .
مرارا تسللت أنفاسي بين قضبان سجنها . تتلمس فقدان صلواتها . تتحسس
رذاذ دمعها الذي يسقي متاوي الشهداء . و تربتها التي أنبتت زعترا حلق فوق جروح المكلومات . يعايدها . يحيي فيها نفسا جديدا . يُنبت براعم صرخة ، في وجه الموت . هذا القادم من رائحة حوصلة عفن أشباه الإنسان الممسوخ انبطاحا .
و هل سيبقى الحب إلى يوم القيامة ،،، دون سيف،،،، ؟؟؟؟؟؟ ،،،، !!!!!!!!!!
30 ،، 11 ،، 2006
التوقيع
في الوعي الفكري للبعض،مبدأ إسمه " التواضع "
لكنه في لا وعي البعض " نقيصة " !!!! ،،،، الحمصي