" وا أخيتاه " وأنا صغير كنت أعلق في سلالم الدرج وتلتوي أطرافي فأستغيث بأختي البكر قبل أمي لفك ارتباطي ، فتأخذني بلهفة وحنين وتداري نزقي ، وانفلاتي . . ولا تجسر على توبيخي ، فتمسح جبهتي وتقبل دموعي النافرة . . . ؟ ! وعندما أمرض ويسخن جسدي ، تدثرني بأحضانها وتبرد جبهتي دموعها المدرارة ، أختي ، التي مابرحت خيالاتي بدعتها . . وجمال روحها . وحنينها فتشنف أسماعي عباراتها ، بمدلول الحبيب المقرب . . فهي من أساقفة العهود . . والرب المقدم بعد المعبود . . ؟ ! كبرنا ، وكبر الود بيننا باحتفاظنا بجبلتنا الأرثية ، وهويتنا الأخوية بمصاهرة رحمنا، وتمازج دمائنا . في ذلك اليوم أمسينا وترادفنا بعبارات الود ، ولم يدر بخاطرنا أن القدر يستمكن منا ويخيم في مرابعنا ليسرق مني أناجيد الأخوة ويفزع روحي وأشيخ على أعتاب الذكرى التي لم يبق منها سوى رسمها المعلق وصدى ضحكاتها ، في غرف العزلة . .