احتشدتِ الأفكارُ في مُخيلتي
وضاقَ بي الزمنُ وشحّ المكانُ
فتجمهرَت القوافي مزدحمةً في الأُفُقِ
أسرجْتُ الخيالَ وأعلنتُ الرحيلَ
توكأتُ على أبجديتي
وسرقتُ ضوءَ القمر
مع رُزمة أشواقٍ في صدري
وحملتُ أحرفي زاداً
استعرتُ الهدوءَ من أُمسيةٍ
وذهبتُ بنفسي إلى اللامكان
حيثُ كانَ عِناقُ الأرضِ والسماء
وبدأتُ رِحلتي
سلكتُ دروبَ الصفحاتِ البيضاء
وبدأتُ النقشَ على ضفافِها
اُلملمُ شظايا بسماتٍ
أصداءها ما زالتْ ترسمُ فرحةً
تؤنسُ ظُلمةَ الوقت
وانزويتُ في عالم البوح
أتنفسُ حبراً على ورقٍ
وأتكلمُ بصوتِ الكلماتِ
أُناقشُ نفسي والحياة ..مع نفسي
وأُفشي أسرارَ الكونِ على ورقة
لا أحد ولا شيئ يعرفني
سواي والليل
وقلمٌ يتكلمُ بصمتٍ
وأنــا تجهلني
وكنتُ أنتَ..
الحاضرَ في بصماتي
في ظلِّي في خربشاتي
في رائحةِ الحِبر
في سطرِ مُشفّر
تنقصُه نقطةٌ في آخر السطر
لأن الجُملَ لا تنتهي حين تحضر
والكلامُ لا يصمتُ
والقلمُ لا يملُّ
كلٌ يُريدُ التحدثَ عنكَ
إلاّ صوتي...
كلٌ يروي تفاصيلَكَ
وكلٌ يهمسُ لك
وكلٌ يعترضُ البقاءَ دونك
إلاّ واقعي...
أيها الحاضرُ الغائبُ
إنْ غبتَ عنِّي
فأحرُفي تتسلل منِّي
وتجعل من حضورِك لوحةً مرسومةً بشوقِ
على صفحاتِ يومي
ويبقى طيفُكَ هو ظِلي
لينا الخليل
آخر تعديل وطن النمراوي يوم 05-28-2010 في 10:30 PM.