هالة النور شعر : د. جمال مرسي مَنْ أَنتِ يَا طَيْفاً بِآفَاقِي بَدَا=و بِنُورِهِ قَلبِي إِلَى النُّورِ اْهتَدَى هَل جِئْتِنِي مِن جَنَّةٍ عُلويةٍ =حَمَلَتْ إِلَيَّ مِن السَّمَاءِ الفَرقَدا أَم جِئتِ يَا أُختَ الرَّبِيعِ مِنَ الضُّحَى=كَي تَنشُرِي عِطرَ الوَضَاءَةِ فِي المَدَى فَتَرَكتُ أَمسِي خَلفَ ظَهرِي بَعدَمَا=زَرَعَتْ يَدَاكِ بِجَدبِ أَيَّامِي الغَدَا و بَدَأْتُ أَوَّلَ خُطوَةٍ بِطَرِيقِ مَن=جَعَلَت طَرِيقِي لِلخُلُودِ مُمَهَّدَا يِا هِالِةَ النُّورِ الَّتِي مَا أَخلَفَتْ =عَهداً لِمَنْ رَامَ الضِّيَا أَو مَوعِدَا قَد كُنتُ قَبلَكِ غَارِقاً فِي لُجَّةٍ=فَأَتَى رَبِيعُكِ كَي يَمُدَّ لِيَ اليَدَا أَلقَى بِأَطوَاقِ النَّجَاةِ فَأُنقِذَتْ=سُفُنِي ، و كَانَ بِشَاطِئَيْكِ المُبتَدَا يَا زَهرَةَ النِّسرِينِ : هَل أُرسِلْتِ لِي= كَي تَبعَثِي رُوحاً تَغَشَّاهَا الرَّدَى و لِتَشْطُبِي الأَحزَانَ مِن سِفرِ الرُّؤَى=مِن بَعدِ أَن عَاثَ القُنُوطُ و عَربَدَا يَا أَنبَلَ الأَسمَاءِ : دُونَكِ مُهجَةٌ=حَيْرَى ، و جَفْنٌ قَد تَرَكْتِ مُسَهَّدَا رِفقاً بِهِ ، و لْتَمنَحِيهِ سَكِينَةً =فَلَعَلَّهُ مِن كِلْمَةٍ أَن يَرقُدَا هِيَ لَذَّةُ الحَرفَيْنِ فِي كَأسِ المُنَى=فَلْتَرْوِهِ كَي مَا يَبُلُّ بِهَا الصَّدَى ( مَا كُنتُ أَحسَبُكِ البَخِيلَةَ ) إِنَّمَا= أَنتِ النَّبِيلَةُ و الأَصِيلَةُ و النَّدَى مُنذُ اْلتَقَتْ رُوحِي بِرُوحِكِ أَشرَقَتْ=شَمسِي ، و أَعلَنَتِ النُّجُومُ المَوْلِدَا و غَدَا خَرِيفِي مِن فُيُوضِكِ رَوضَةً =فَيحَاءَ ، فِيهَا طَيرُ قَلبِي غَرَّدَا فَسَأَلْتُ مَاذَا فِيكِ يَجذِبُ عَاشِقاً=أَصبَحتِ نَبعَ صَفَائِهِ و المَوْرِدَا أَحَدِيثُكِ العَذبُ اْلَّذِي أَدمَنْتُهُ=فَوَقَعتُ فِي أَسرِ الحَدِيثِ مُقَيَّدَا ؟ أَم خَفقَةٌ عُذرِيَّةٌ أَفضَى بِهَا=قَلبٌ بِمِحرَابِ الضُّلُوعِ تَمَرَّدَا ؟ أَم نَظرَةٌ خَمرِيَّةٌ قَد أَسكَرَتْ=رَغمَ المَسَافَةِ نَاسِكاً مُتَعَبِّدَا ؟ يَا أنتِ يَا وَشمَ الرَّبِيعِ و طُهرَهُ :=جَمرُ السُّؤَالِ عَلَى الشِّفَاهِ تَوَقَّدَا ( مَنْ أَنتِ مِنْ ؟ ) قُولِي و لا تَتَمَنَّعِي=فَتَضِيعُ عِندَكِ كُلُّ أَسئِلَتِي سُدَى