آخر 10 مشاركات
محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )           »          الشاعر النحرير...! (الكاتـب : - )           »          من أشد لقطات العمر (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > مــــداد للكلمات

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-14-2015, 03:06 PM   رقم المشاركة : 1
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي أيام زمان (الليالي السود) نهار محير ، لا ينتهي

ايام زمان


الليالي السود


نهار محير ، لا ينتهي!!!!


........................................


القسم السابع




ايا يوم ( !!!!!!!!!!! ) قبحا .... بذاك اليوم بعدا يا عصيب


سلوني ما الذي قاسيت فيه .... سلوني بل سلوا حظي يجيب


...............

وصلنا في الصباح المبكر كما ذكرت عاصمة يوغوسلافيا (( بلغراد )) وغادرت الركاب القطار فرحة بلقاء احبتهم ، الا اني بقيت جالسا في مكاني خشية ان يهرب القطار ويتركني على بساط مشكلة جديدة انا في غنى عنها. مع اني كنت عارفا انه سيبقى نصف ساعة في محطة بلغراد الرئيسية.
شممت رائحة بعض الشواء ، وكم تمنيت من يبادلني رغيفا من الخبز بدولاري.
كنت في وضع قلق بحيث لا اجرأ على مغادرة القطار لبضعة دقائق ، واخشى كما قلت ان يهرب القطار ويتركني وحيدا !!!!! بعد وقت قصير وجدت شابا بصحبة زوجته يأخذا مكانهما امامي ، وظننت من هندام زوجته انهما من اصول شرقية.
بعد السلام ، سألني باللغة العربية الفصحى : من اين انت اخي ، وأين وجهتك ؟
- من العراق ووجهتي استنبول.
- اسمي عبد القادر من يوغوسلافيا ، ومعي زوجتي خديجة .
- اهلا بكما ، وتشرفت بمعرفتكما ، واسمي صلاح الدين ، وانا من العراق.
- أنا سعيد جدا بلقائي نتيجة الصدف بأخ مسلم ، وان شاء الله سيكون اللقاء بداية اخوتنا.
- و انا سعيد كذلك بهذا اللقاء يا اخي عبد القادر.
تحرك القطار وحرمني من رائحة الكباب المشهية هههههههههههه
اخرجت زوجته من حقيبتها صحنا كبيرا فيه لحم مشوي ، وسلاطة شرقيه مشهية مع خبز شرقي ، يشتهيه الشبعان قبل الجوعان.
عندما شاهدت زوجته تجهز المائدة الصغيرة ، نهضت معتذرا بحجة احد معارفي في القطار ، وفي فاركون اخر ، و الان ينتظرني.
حاول ان نتناول الفطور سوية ، الا اني اعتذرت بحجة الموعد ، كما ادعيت باني تناولت طعام الفطور قبل مجيئهم بوقت قليل. بصعوبة تخلصت من الدعوة.
ذهبت وفتشت الاماكن الخاصة لرمي الفضلات في القطار ، علي اعثر على شيء يؤكل من فضلات المسافرين ، ولكن ذهب جهدي سدى.
القطار كان شبه فارغ ، حوالي ثلاث عربات خالية من الركاب !!! قتلت حوالي نصف ساعة في التفتيش بدون نتيجة.
رجعت لمكاني وقد انهوا طعامهم. عرفني بنفسه ، انه معلم فيزياء في الثانوية ، وزوجته خديجة مدرسة رياضيات بالمدرسة نفسها.
بعد حديث طويل تعمقت صداقتنا ، وقضيت ، وقتا لطيفا مع اليوغوسلافي الطيب عبد القادر ، وزوجته الكريمة ، وأصبحنا كاخوة ، فقال :
أخ صلاح الدين عندي طلب ارجو أن لا ترده.
- تفضل اخي ، سوف لا اقصر ان كان بامكاني.
- اجابني بحسرة : امنيتي ان ترسل لي شريطا واحدا ، يكفي ولو فيه اية واحدة بصوت عبد الباسط ، و انا ادفع ثمنه وسنكون سعداء جدا .
- بعون الله سالبي طلبك ، واعتبره هدية بسيطة من اخيك.
- اذن يسرنا ان تكون ضيفنا في البيت لمدة شهر وبيتنا واسع وأرجو ان لا ترد دعوتي.
- اعتذر يا اخي عبد القادر ، وأشكرك على الدعوة ، لان اخي سيأتي من العراق وينتظرني في محطة فتاح باشا في استنبول.
- اذن انت وأخوك تكونان في ضيافتي ويسعدني جدا ان تلبي طلبي.
- انا طالب جامعي وعلي ان ارجع بسرعة ، وان شاء الله ازوركم في المستقبل. وهل تحتاج شيئا اخر من استنبول ؟
- شكرا لا احتاج اي شيء
وصل مدينته ، وودّعاني وانتظرا في المحطة حتى تحرك القطار.
جاءت مسافرة جديدة تبان انها في العقد الرابع من عمرها . حيتني بأدب ، وجلست في المكان الذي سبق وان حجزته. سألتني ، وسألتها بدافع الفضول ، وعرفت انها بلغارية ، واسمها صوفيا ، ومن سكنة العاصمة صوفيا. عرفت انها جاءت بزيارة لأختها ، كما عرفت هي اني عراقي متوجه الى استنبول.
الوقت كان يسير ببطء ، والنهار بأشعة شمسه كان يغازل عالمنا ، و انا كنت اعوم على بحر جوعي ، تارة ترفعني موجة امل ، وتقذفني اخرى الى اعماق اليأس خائر القوى.
سبق وأن سافرت بهذا الطريق ، واعرف ان القطار يصل صوفيا قبل منتصف الليل ، ويستغرق حوالي ساعتين في المحطة ، ومن هذا المنطلق قلت للسيدة صوفيا :
لا املك نقودا صغيرة ، الا دولارا واحدا . هل أتمكن اشتري خبزا بهذا الدولار من المحطة؟
اجابتني بتعجب ، بدولار تتمكن أن تأكل كباب مع زلط ، ولبن وقنينة كبيرة ماء !!!
يا له من خبر مفرح ومسر ، روى بذور املي ، وصرت اشم اريجها ، بيد أن الشمس لا تريد ان تغادر عالمنا ، الا بعد أن تحرق اعصاب المعذبين في الارض من امثالي. سألت السيدة صوفيا هل ممكن أن اكلفك بشيء ، وسأكون شاكرا لك عملك؟
- تفضل يا سيد صلاح وسوف لا ابخل ان كان بمقدوري.
- هل ممكن اعطيك الدولار اليتيم وتشتري لي خبزا ولبنا او جبنا وقنينة ماء؟
- طلبك قيمته اقل من نصف دولار ، ولكني سأجلب لك كمية كبيرة من الطعام تكفيك لاستنبول.
شكرتها من اعماقي ، وحمدت ربي على تعرفي بصوفيا الامل.
الشمس أخذت تبتعد مودعة عالمنا ، و اّمالي بدأت تنتعش لتروي حيويتي ، والظلام صار يبسط جناحيه ليمتعنا بنجوم السماء ، والقطار يقطع الابعاد على بركة الله.
وصلنا صوفيا ، ورائحة الكباب ، أنعشني ، وأملي تجسد في السيدة صوفيا ، وكيف ارد لها الجميل؟
اعطتني عنوانها ، والله لا يضيع اجر من احسن عملا.
ذهبت صوفيا الطيب محملة بدولاري المسكين ، وقالت قد استغرق ربع ساعة او اكثر في الشراء ، وشعرت انك جوعان ، انتظرني رجاء.
ذهبت صوفيا وصرت افكر ، كيف ارد لها جميلها يا ترى ؟ امرأة غريبة تهتم بشراء طعام لي ، شيء ليس بغريب ، الاخيار موجودون في كل العالم.
انتظرت صوفيا الامل بشوق جائع محمل بهموم الحياة . مضت نصف ساعة ، ولا اثر لصوفيا ، بعد ساعتين ، المحطة اصبحت فارغة من الناس ، والقطار ودع مدينة صوفيا كعادته.
ضحكت من تناقضات الاحداث ، ووجدت أن الحياة اصبحت اكثر تعقيدا امامي ، ولا اعرف كيف سأعبر بالباخرة الى محطة فتاح باشا لأقابل اخي ، وجيوبي خاوية ، ولا املك قرشا واحدا في جيبي !!
وصلنا الحدود التركية وكان القطار يقف كما اتذكر حوالي ساعتين او اكثر.
شممت رائحة البطيخ ، ولحم ابعجين ، و الخبز ( والصمون الحار ) ذكرتني بوطني ، وخيرات وطني ، وطيبة وطني.
ذكرتني ببغداد وخيراتها ، وشعبي وشهامته ، وطيبه ، سقطت دمعة من عيني ، كنت اتمناها أن تسقط على ارض وطني ، علها تروي ولو نبتة فيها.
سقطت دمعة ، ومن خلالها رأيت امي وأهلي. من خلالها رأيت خيرات وطني ، ومن خلالها رأيت عراقي الحبيب ، الذي علمني ، وثقفني ، وزرع فيّ المحبة و الاخلاص.
سقطت دمعة وليتها سقطت في نهر دجلة ، او نهر الفرات ، ليتها سقطت على جذع نخلة في الجنوب ، او على جبل في الشمال.
سقطت دمعة وكانت عصارة مأساتي ، وأشجاني ، ولا احد يفهم مغزاها الا انا ، نعم انا وحدي.
وصلت استنبول والحمد لله. وصلت استنبول منهار القوى ، تحيطني الماسي بقسوة ، حائرا ، كئيبا.
وصلت استنبول وجيوبي فارغة ، وأفكاري مبعثرة !!!! وصلت استنبول والحمد لله.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان


يتبع






آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 06-14-2015 في 03:57 PM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أيام زمان. الليالي السود ( يوم عصيب ) 4 صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 14 08-09-2015 03:08 PM
أيام زمان ( الليالي السود )) ليلة مؤلمة صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 20 06-22-2015 12:01 AM
الليالي السود ( يوم عجيب ) 3 صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 17 05-01-2015 05:42 PM
أيام زمان ( القسم الثاني ) صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 8 10-24-2014 11:42 PM
قصيدة"أيام زمان...." هشام فتحي هاشم فتحي الشعر الشعبي وما يكتب باللهجة الدارجة (العامية) 2 03-18-2012 06:13 AM


الساعة الآن 09:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::