أنا من الرافضين إنهم جماعة لا وجود لها ليست بحزب أو طائفة و لا حتى تسمية تطلق على أحد إنها الثورة، الثورة التي تبدأ من النفس.
و أنا أقرر الحياة من هم حولي كانوا في حالة موت عجيب، موتى الحُب و الوطن، منذ الصِغر تعلمتُ أن لا أختار طرقاً مشروعة و مطروقة عندما صفقوا ساورتهم الظنون إنني سأرتفع الى الأعلى على أنغام تصفقيهم لم تباغتهم فكرة أن أحفر نفقاً أسفل منهم لأخترقهم حين غفلة.
أوطاننا تطالبنا بالموت دائما مازلنا نبذر بشهدائنا حتى باتت ظاهرة حميدة، الأمور ليست بهذا السخاء يا قوم أنهم يعدوننا مجرد مشروع صالح للموت أن نستقر جثثاً قرب بعضنا و نسامر أرواحنا بطلب المغفرة، ترى من سيغفر الى أولئك الجهلة فوق الأرض.. مَن هم فوقنا؟!
أتظن أن الموت سيجلب السلام؟ أن الحرب هي الطريق السليم و ذِكر المشاكل سَيفي بالغرض، لا أظن هذا بل أنا على يقين أن الأمر أعمق و أكبر من تصوراتنا يفوق رائحة الدم التي تشبعنا بها و تلك الأخبار التي تختبأ في مخيلتنا حتى بات تصوير شِعرنا يثير القَرف و اذا ما أبتلعنا غصاتنا و قُلنا أن مصير الحياة الإستمرار و خاض أحدنا الحب كشيء من حقوقه ذرف الدمع و كتب (سأموت من أجلكِ).. أنه طقس مقدس، فقدنا ثقافة الحياة.
أحضرت شمعة واحدة و وردة جافة واحدة و أقرب زجاجة عطر واحدة و أخذتُ أرتل عليها أخباري من أحلام و أمال و مخاوف، أنني أخشى امراً واحداً أن تذوب الشمعة و تعاد الورد الى حياة أخرى و تُكسر الزجاجة فأستفيق على عطر تم هدره قبل أن يغمرني، إعتدت الفقدان، الفقدان عادة سيئة للغاية.
أعيدوا لأرواحكم عطر الحياة و إعتادوا العطاء بطريقة أجمل لا حاجة لنا بقصص حزينة تثير العاطفة التي تغفو على صوت الحرب، لا حاجة لنا بأمنيات هي حقوقنا، و لا نحن بحاجة مساندة العدو لنكسر عصاه التي تسندنا منذ زمن أما آن لهذه الأمة أن تقف من جديد أن تنبذ العجز كما نبذتْ أبنائها ذات سنوات من قحط! .