يُعَدُّ كتاب سيبويه الوثيقة المدونة لما ذكره أئمة العربية وعلماؤها من ألفاظ وقواعد، فتعقب العلماء من بعد سيبويه كل ما قاله وتدارسوه على مرِّ السنين وأي خلاف يرد في لفظة من الألفاظ لا بَدَّ له من أن يَمُرَّ على الكتاب سواء ذكره سيبويه أم لم يذكره، وكان جلُّ شغل العلماء شرح ما في الكتاب، أو بيان غوامضه، أو عرض مادته بطريقة جديدة، وإن جاء أحد بجديد فهو قليلٌ، إلا إن كان اعتراضًا أو استدراكًا
وأحصى بعض العلماء مجموعة من الألفاظ التي قالوا عنها أنها أمثلة فاتت سيبويه، فذكر ابن السراج مجموعة من الألفاظ ضمن عنوان (ما ذُكِر أَنَّهُ فاتَ سيبويه مِنَ الأَبنية)، وهي: تِلقامَّةٌ، وتِلْعَابّةٌ، وفِرْناس، وفُرَانس، وتَنُوفى، وتَرْجمان، وشَحْمٌ أَمْهَجُ رَقيقٌ، ومُهْوأَنٌ، وعُيَاهم، وتُرامِز وتُمَاضرٌ، ويَنَابعاتٌ، ودِحِندح، وفِعِلّينٌ وليث عِفِرينٌ، وتِرْعايةٌ، والصَّنَّبرُ، وزَيتونٌ، وكَذْبَذبٌ، وهَزَنْبَرانٌ، وعَفَزَّرَانٌ، وهَيْدَكرٌ وقيل: هَدَيْكرٌ، أو هَيْدَكور، وهُنْدِلعٌ دُرْدَاقِسٌ، وحُزْرانِقٌ
وأضاف ابن جني ألفاظًا أخرى على ما ذكره ابن السراج، ويسبب بعضها مخالفة سيبويه في موضع الزيادة والأبنية المستعملة في لغة العرب؛ لأنَّ القصد من المثال الذي يفوت سيبويه أنه لا يقاس على أبنيته التي ذكرها، ومن العلماء من حاول أن يُؤول قسمًا من هذه الألفاظ بما يتناسب مع أبنية سيبويه المتفق عليها، ومنهم من حاول أن يجد تعليلًا مناسبًا لإهمال سيبويه ذكرها، فتنوعت الأقوال فيها، وعلى الجملة فهي ألفاظ أثارت قضية خلافية كبيرة درست قسمًا كبيرًا منها في كتاب الخلاف الصرفي