عندما قررت صديقتي أن تفتح نوافذ فكرها لم تكن تعلم أن هنالك أسرار كبرى و ضجيج أحمق يملأ الأجواء، كل شيء كان على ما يرام الى أن أستفاق جني التغيير و بدأ مزاجها يتعكر و معه يتسخ الايمان بالمعتقدات و كل ما هو حولنا، و كأننا على حق و الكل باطل! أغرقتها الكآبة فدوامات التفكير تثير في النفس غضباً يعيث فساداً بمزاج الروح و يقلب الموازين فلا تعود هنالك موازين تعدل أي شيء.
أنه زمن أحمق يضم في ساعاته أعمار أفراد تهدر بحجة التأقلم مع الحديث، تُرى أي حديث هذا يغتنم فكرة أن تكون مُخالفا لتختلف ثم ألتحف الصمت كي تدبر حجة للهروب و أغرق في كآبة لأيام عديدة و هكذا ستنضج على نار هادئة ستكون لقمة هينة لأمراض ستفتك بك حتى تغدو لا شيء،هل وجودك هو اللاشيء؟ هل هذا ما كنت تبحث عنه؟ لا أظن ذلك.
عندما تهوى القلوب تلك العزلة و بإختيار مُحبب أقرب الى التَخلي عن صخب الخارج و الاكتفاء نوعاً ما بأعماق يبدو الأمر مختلفاً ايها السادة، صبر طويل و نفحات عطاء تستل من المكنون الإنساني لتتخذ لها وطناً اينما حلت أن الأوطان تُختصر بحضور الأشياء الجميلة.
لا بأس بإبتسامة صباحية رقيقة تقتل الحزن المتضخم في أرواح باتت أقرب الى أشباح متحركة، مع حديث عابر و حكمة مبطنة بحجة واقع رَّثَّ ننوي تغييره و لكن برفع أشرعة السلام و الإبحار معاً كُلنا سينقذ كُلنا سنصل جميعاً رغم محبتي لذاتي المزهرة بخصالي التابعة لأفكاري المجنونة الا أن الجماعة قوة و نحن في زمن البعثرة لابد أن نلملم شتاتنا و الا لن يذكر التاريخ غير مجازرنا و ستلعننا الأقوام من بعدنا.