وجدت مشكلة عويصة أمامي و انا في الرابع الاعدادي بعد سنتين انهي الدراسة وسيكون عمري 16 سنة ونظام البعثات او الجامعات في العراق كان يقبل الحد الادنى للعمر 18 سنة ، وهذا يعني سأحرم من البعثة والجامعة معا ، وعلي أن اجد حلا قبل فوات الاوان ، وأخبرت الوالدة بالموضوع. سافرت بعد ايام الوالدة الى اختي الكبرى وحدثتها وزوجها بالمشكلة . بعد رجوعها اخبرتني أن أذهب وأقابل متصرف الموصل سعيد قزاز ، وسيكون اسمك عنده وهو يحل المشكلة. تلقيت الخبر من الوالدة كقنبلة فجرت واقع حالي !! سينكشف امري في مدينة اعيش فيها سنينا ولا احد يشك بواقع امري، وأكيد سيعرف بأني أحد من نادى وينادي بسقوطه وسقوط حكومته !!!! كيف ادخل المتصرفية وأقابل المحافظ ( المتصرف ) ووالد صديقي هناك عمله ( رئيس تحريرات ) وهو عبد الجواد الجوادي ؟ اولاده كلهم اصدقائي ، لمجرد يراني اقابل المتصرف يكفي أن ينكشف امري !! حرت وحار ذهني ، ولا حل اخر أمامي. نعم ، كان وقع الخبر علي كصفعة على راس الاصلع. كنت حائرا كئيبا دون أن يشعر احد بما اعانيه من صراع نفسي ، ولكن واقع امري يحتم علي ان اقابل المتصرف سعيد قزاز. لا املك سوى حذاء واحدا ، وبنطلونا واحدا ، وقميصا واحدا !!! الوالدة تغسل قميصي مساء و ألبسه صباحا. وكل اسبوع تغسل بنطلوني مساء ، ثم اضعه بعد عصره تحت الفراش وألبسه صباحا ويكون مكويا !!! منظر حذائي وبنطلوني وقميصي لا يساعد أن اقابل حتى موظفا بسيطا ! حرت وحار ذكائي ! صعوبتي لا في ملبسي فقط ، و انما اخشى احدا يراني ماذا سيقول؟ قررت ان انقطع عن المدرسة يوما وأتوكل على الله. في اليوم الثاني ذهبت الى مركز المحافظة (( المتصرفية )) ، اول من اعترضني البوليس. سألوني : الى اين؟ أجبتهم الى المتصرف. قهقهوا ضاحكين !! و بصوت عال قال احدهم : اذهب الى ذاك الشباك يا حافي ههههههه ذهبت للشباك ، وأعاد علي السؤال نفسه ، وأجبته بنفس الاجابة. اذهب الى الغرفة رقم... ذهبت وأعاد احدهم علي السؤال الروتيني ثم قال : ان كان عندك مشكلة ، اكتب عريضة ، ويأتيك الجواب. ثارت ثائرتي ، وبعصبية ، وصوت مرتفع قلت له ، ليس عندي مشكلة ، وهذا اسمي ، واخبروه اني هنا. هو الان ينتظرني ، و انت تكون المعرقل ، وستتحمل المسؤولية. قال تفضل معي ، وأخذني الى سكرتيره ، وقلت له اخبره صلاح الدين سلطان هنا. دخل عليه ، وأقولها لله ، خرج من غرفته مرحبا بي ، وقال تفضل ابني صلاح ، اهلا بك. جلست بغرفته وصار يسألني ، ابني انت في الموصل ولم نعرف بك ! أي مشكلة تصادفك تعال عندي ، او اتصل بي ، وأعطاني رقم تلفونه الخاص وشكرته. شرحت له مشكلة العمر والجامعة ، وطلبت ان يضيفوا سنتبن على عمري ، لكي اتمكن اواصل دراستي في الجامعة. قال هل معك دفتر النفوس ؟ اجبته معي ، وسلمته اياه. طلب تلفونيا شخصا ، وجاءه في الحال ، وأعطاه دفتر النفوس ، وقال له اضيفوا سنتين . بقيت في غرفته وكان جدا لطيفا معي وسألني عن دراستي ، وأجبته بالتأكيد سأحصل على بعثة بعون الله. سمعت منه كلمات المدح ، وشجعني. بعد اقل من ساعة ، وبدون فحص سلمني دفتر نفوسي قائلا تفضل ، وبلغ سلامي الى... خرجت شاكرا ، وحمدت الله ، لا احد من المعارف راني ، وارتحت جدا ههههههههه ان قارنا بين من كنا ليلا ونهار ننادي بسقوطهم ، وانا احدهم ، وبين حرامية الحكم في وقتنا ، لوجدنا وجه المقارنة معدومة ويا اسفي. رحمة الله عليك يا سعيد قزاز. أخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
يتبع
آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 08-22-2015 في 11:13 AM.