آخر 10 مشاركات
يا هوى (الكاتـب : - )           »          شعاع هارب (الكاتـب : - )           »          على الود..نلتقي (الكاتـب : - )           »          مساجلة النبع للخواطر (12) (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إعتراف (الكاتـب : - )           »          يوميات فنجان قهوة (الكاتـب : - )           »          رحلة عمر (الكاتـب : - )           »          لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > مــــداد للكلمات

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من فلسطين : الف الحمد لله على سلامتكم الاخت الفاضله منوبيه ودعواتنا لكم ان ترفلى دوما بثياب الصحة والعافيه ******** عصام احمد من فلسطين : اطيب الاوقات لكم ************ اتمنى ان يكون سبب غياب الغائبين خيرا ************ منوبية كامل الغضباني من من تونس : عميق الإمتنان ووفر العرفان لكم أستاذنا الخلوق عوض لجميل اهتمامكم وتعاطفكم ************متّعكم الله جميعا بموفزوالصّحة والعافية عوض بديوي من الوطن العربي الكبير : سلامات و شفاء عاجلا لمبدعتنا و أديبتنا أ**** منوبية كامل و طهور و مغفرة بإذن الله************محبتي و الود منوبية كامل الغضباني من من القلب إلى القلب : كلّ الإمتنان صديقتي ديزي الرّقيقة اللّطيفة لفيض نبلك وأحاسيسك نحوي في محنتي الصّحيّة التي تمرّ بسلام بفضل دعائكم ومؤازرتكم جميعا دوريس سمعان من ألف سلامة : حمدا لله على سلامتك أديبتنا المتألقة منوبية من القلب دعاء بتمام الشفاء وعودتك لأهلك وأحبابك بخير وسلامة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-30-2015, 02:45 AM   رقم المشاركة : 1
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي ذكريات !!! ( القسم الاول )

ذكريات


القسم الاول


((اني تذكرت والذكرى مؤرقة ... مجدا تليدا بايدينا اضعناه))

ذكريات الانسان قد لا تكون من الاهمية للقارئ ، لأنها تخص الكاتب اكثر من غيره ، ولكنها لا تخلو تماما من فائدة.
لذا فكرت ان اكتب ذكرياتي على حقيقتها ، عل القارئ يجد فيها نوعا من التسلية ، في عصر ملأ غبار ظلمه الاجواء.
.................................
سجلت في مدرسة اهلية وكنت ابلغ من العمر خمسة سنوات ، وفي السابعة من عمري كنت اميل الى قراءة القصص التي تناسب ادراكي الفكري.
السبب الذي جعلني أميل لقراءة القصة ، بفضل ما كنا نسمع ونحن صغار ، من قصص عن لسان الوالدة ، وكانت رحمها الله ، تجسد لنا الحدث تجسيدا ، وبكل مهارة ، وكأننا نعيش الحدث بكامله ، تارة نضحك بعمق ، وأخرى تظهر على وجوهنا الكابة ، و تارة أخرى نرتعب ، بل نخاف من خيالنا هههههههههههههههه
كنت معجبا بالكتاب ، وأي كتاب كان ، بل أكثر اعجابا بمؤلف الكتاب.
حفزني هذا ، وجعلني اميل الى قراءة القصص ، وأتفهمها بكل رغبة وشوق ، وأنا ابن السابعة. وكنت اعتبر مؤلف الكتاب من العبقرية بحيث لا يضاهيه احد ، وكتاب بدائع الزهور في وقائع الدهور كان مؤنسي ، بقصصه التي تروي ظمئي. كانت امنيتي أن اجلس مع من الف كتابا لأنهل شيئا من عبقريته.
سمعت أن ابن عمتي صديق حميم لشاعر معروف ، و اسمه : بدر شاكر السياب . ووقع بيدي كتيب ، مهداة له من مؤلفه ، الشاعر السياب. كما عرفت انه يلتقي معه كل يوم جمعة صباحا في مقهى صغيرة بباب الامعظم (( ألمعظم )).
اخبرت صديقي زهير احمد القيسي (1 ) وكان بدوره مولعا بالكتب ، ورجاني أن اصحبه معي ان تحقق مطلبي ، فوعدته خيرا.
في صباح يوم جمعة ، ذهبت مع ابن عمتي ، ومعي صديقي ، زهير احمد القيسي الى باب المعظم (( ساحة مدورة معروفة لكل بغدادي ، فيها المكتبة العامة ، كما اسميها انا ، واعتقد يسموها دار الخزانة. ))
لو وقفنا بباب المكتبة ، بحيث باب المكتبة تكون بظهرنا ، سنجد ما يلي :
على يدنا اليمنى نهاية شارع الامام الاعظم. وعلى يسارنا شارع يذهب الى كلية الاداب ، وكلية الملكة عالية للبنات. أمامنا بعد الساحة بداية شارع الرشيد. على جهتنا اليمنى من الساحة ، قاعة فيصل وشارع يذهب الى مستشفى المجيدية. وكذلك في الجهة اليمنى من الساحة موقف لسيارات الامانة الحمراء ، بطابقين ، تذهب لباب الشرقي ، كرادة مريم عن طريق شارع الرشيد. وسيارات تذهب للأعظمية ، وسيارات تذهب للكاظم ، وأخرى تذهب للصليخ. أما على جهتي اليسرى من الساحة مقهى صغيرة يجلس فيها الشاعر بدر شاكر السياب. ) دير بالك يا قصي الطيب ، وديري بالج يا عواطفنا أن تقولا : ذاكرتي غير جيدة هههههههه
نعم مقهى صغيرة ، دخلناها ، وتعرفت وصديقي ، على شاعر العراق العبقري ، بدر شاكر السياب رحمة الله عليه.
رحب بنا ، وبعد حديث ، اهداني بخط يده ، قصيدة له ، وقال : غدا ستنشر في صحيفة ، نسيت بعد هذه السنين اسم الصحيفة.
فرحت جدا بالقصيدة ، وطلبها مني بعد سنين ، صديقي الخياط علاء التميمي ، ولم يرجعها لي ، سافرت كطالب بعثة ولا اعرف ما حل بها.
حفظتها على ظهر قلبي وبعد سنين عجاف نسيتها ، وهذا ما تبقى منها في ذاكرتي:

صور لنفسك في الخيال
أباك في وسط الحريق
يدعوك بالصوت الابح
وقد طخبط كالغريق
ويمد من خلل الدخان
يديه يبحث عن طريق
..........................
وأنظر لأمك وهي ترقد
في التراب على قفاها
تتجاذب العقبان ثديي
ها ويفقأ ناظراها
وتلق من دمها الكلاب
وينخر الدود الشفاها
...........
اتذكر كلمات منها:
....وقع على السلام
لتوقف الدم والدموع عن انسجام
...................
الله يكون بعونك يا صديقي علاء التميمي ، لأنك حرمتني منها !!!!
ثلاث مرات ذهبت بصحبة ابن عمتي وهناك تعرفت بالشاعر عبد الوهاب البياتي ، وحسين مردان ، وكاظم جواد ، ومرة جاء الجواهري ، وخرج منزعجا جدا ، بعد مشادة كلامية مع حسين مردان ، وشخص اخر لا اعرفه.
الشيء الذي لفت نظري في احدى المرات ، اعتقد في اخر زيارتي للمقهى ، أي المرة الثالثة:
جاء بائع مجلة ، فأخذها بدر شاكر السياب وتصفحها بسرعة ، فاحد الجالسين ولا اريد ان اذكر اسمه ، قال لبدر بخشونة : اشتريها وتصفحها. بدر في الحال ارجعها للبائع بخجل.
حدث اخر غريب : الكل في المقهى يميلوا الى الشيوعية ، او بالأحرى : يساريون ، وضمنهم بدر شاكر السياب.
اتذكر حدثت مشادة كلامية عنيفة بين بدر واحد اقربائي من جهة ، وثلاثة من الشيوعيين من جهة اخرى .
الذي اولع الحوار هو الشاعر بدر شاكر السياب نفسه.
قال بدر : العجيب انتم الشيوعيون تفتخروا بموسكو اكثر مما تفتخروا ببغداد !!!! وتمجدوا بغوركي وتلستوي اكثر مما تمجدوا بحسان بن ثابت و المتنبي والجاحظ . اجيبوني هل انتم روس ام عرب ؟ اليس العراق بلدكم ؟ وأليس الشعب شعبكم؟
الستم من ابناء الامة العربية ؟ بعد نقاش حاد خرج بدر شاكر السياب منزعجا ، وخرجنا معه ، وكانت اخر زيارته لهذه المقهى. وسمعت قد احتضنه القوميون العرب ، واحترموه جدا.
اخوكم ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان
.............................
1- زهير احمد القيسي ، ابوه كان مديرا لمدرسة العسكري للبنين ، والتي تقع في نهاية شارع العسكري في محلة العيواضية. وكنت اعرف بحكم صداقتي له ، والدته المرأة الطيبة الكريمة ، واخته سعاد ، والتي انهت دار المعلمين العالية ، وأصبحت مديرة مدرسة ، كما سمعت من احدى المعلمات بمدرستها ، في السبعينات ، وليتني اعرف ما حل بهم.

يتبع






  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2015, 03:47 AM   رقم المشاركة : 2
أديب
 
الصورة الرمزية قصي المحمود





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قصي المحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 اعلان
0 نتاجي الجديد
0 مسمار في جدار الصمت

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

أهلاًبأبن العراق الرائع الأخ والصديق صلاح الدين
الجمد لله لك ذاكرة متقدة..
سأكون متابع لهذه الذكريات التي هي تأريخ العراق
وحقبة هي مفخرة للعراق رغم شظف العيش وعسر
الحال..لكن الجميع كانوا أغنياء بالقناعة..أغنياء بالكبرياء
أغنياء بالوطنية..أغنياء بالشهامة..أغنياء بالطيبة..و
كان الجاهل أنذاك مثقف وطنياً..
نعم ..كان الوعي القومي وكان الفكر الأممي ممثلا بالفكر
الماركسي رغم الأصطدام الفكري بينهما لكنهما كانا يغنيان
المحاورين بالمعرفة والتفاعل الفكري والأدبي..
لقد كانت النخب المثقفة أصحاب قضية نظيفة بغض النظر
عن التوافق معها او الأختلاف..
سأتابع بشغف هذه الذكريات..وعرفت انك ستأتينا بجديد منذ
أن اشرت للأخ قيس انك ستسهر يوم الأثنين بنوقيت المانيا
تحية اليك..ودمت بالف الف خير







  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2015, 04:12 AM   رقم المشاركة : 3
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

هدية لك


فجر السلام
( بدر شاكر السياب )


لا شهوة الموت في أعراق جزار
تقوى عليها ولا سيل من النار
الموت أزهى سدا من أن يشابكها
وهي التي مدت الموتى بأعمار
وهي التى لمت الأحقاب واعتصرت
مما انطوى في دجاها فيض أنوار
ومست الصخر فاخضلت جوانبه
بالسيل الغض والريحان والنار
هذي اليد السمحة البيضاء كم مسحت
جرحا وكم أزهت أنفاس جبار
وأطلقت في الدجى الأعمى حمامتها
بيضاء كالمشعل الوهاج في غار
كأنما فجرت ماء لظامئة
أو أطلعت كوكبا يأتمه الساري
سل تاجر الموت كيف اصطك من فزع
لما رآها وكم أودت بتجار
وسمرت نعش طاغوت بما شرعت
كفاه من خنجر يدمى وأظفار
أما كفاه الذي امتصت على مهل
أنيابه من دم الغرثان والعاري
وما طفا عن شفاه الطفل من لبن
أو حلمة المومس الشوهاء من عار
فانقض من كهفه الداجي ليبعثها
شعواء كالبحر ان دوى باعصار
حتى اذا امتار من أعمار مددا
واقتات مما ستحيا عمره الهاري
أهوى على ظهر لم يقض يعصره
عن سلعة تعبر سلعة الدنيا فدولار
عيون وراء المدى
تنام و ترجو الغدا
دفوق السنا باسطا
لأحلى رؤاها يدا
ستجبلها ولقعا
نقيا كذوب الندى
يكفر عما جنت
عصور طواها الردى
أيفزعها المجرمون
بما أشرعوا من مدى
كأن سياجا يقام
ليحجز عنها الغدا
و في الحقل بين الظلال
عذارى حملن السلال
لهن الهوى و الغناء
و للظالمين الغلال
فبعد الشقاء المرير
وغب الليالي الطوال
دنا موعد للحصاد
فغنينه للرجال
أيحسدهن الطغاة
على منه للخيال
على ضحكة للربيع
و أنشودة للتلال
و شيخ يرب الحفيد
بأنباء قطر بعيد
تحدى حراب الغزاة
و غيبها في الجليد
فأنبت منها سنابل
ضوء الصباح الوليد
هنالك يبني الحياة
كما شاء جيل سعيد
عمالقة بالفعال
ورواد كون جديد
و آلهة يخلقون
آلهة من عبيد
هنالك يرن السلام
كأهداب طفل ينام
و يضحط ملء الحقول
و في أغنيات الغرام
و ينبض حيث المعامل
يجرحن قلب الظلام
و في المدن الضاحيات
يندس وسط الزحام
و حيث التقت و هي ترنو
عيون الورى في وئام
برغم اللظى و الحديد
نمت زهرة للسلام
و انداح من لجة الليل التي شحبت
شدق يزيد اتساعا كلما اقتربا
كأن مقبرة طال الزمان بها
وازلزت فهي تبدي جوفها الخربا
تعلقت أعظم الموتى به ورنت
ألحظها الحور فيما يشبه الغضبا
كأنما صرت الأسنان من حنق
شيئا و سخرية منها بمن نكبا
كأن كل قتيل رغم سكرته
بالصمت يسأل أما أثكلت وأبا
وزوجة و بنين استقتلوا و أخا
من كان فيما لقينا من ردى سببا
شدق يزيد اتساعا كلما رفعت
ستر الدجى خفقت من كوكب غربا
آلى على الأرض أن يجتث عاليها
سفلا و يصفع من يأتي بمن ذهبا
و لا يريق دما إلا و أضرمه
نارا و ذرى رمادا منه أو لهبا
تسعى به الريح في الآفاق ناسجة
للشمس من جذوة أو من دم حجبا
فالجو مقبرة كبرى معلقة
تستعرض الشمس في ذراتها الحقبا
و الأرض كالأبرص المنبوذ هرأة
داء و عانى عليه الجوع و التعبا
تكدست فوقها الأجساد ناضحة
قيحا ودوى عويل الناس و اصطخبا
من كل رافعة جيدا كأن يدا
جبارة جاذبيه الطول فانجذبا
وانمط مثل عجين الرخو مرضعها
لصق الثرى و اكفهر الوجه و انقلبا
و هي التي بالأمس كانت كما
رجى خيال للهوى الأول
يموج في مرآتها ظلها
سوسنة بيضاء في جدول
و كان نهداها إذا رنحت
ريح الصبا من ثوبها المخمل
يشف تكويراهما عن سنا
يطفو بطوقيها إلى المجتلى
كم عاشق كانت أمانيه أن
يرتشف النور على جيدها
كان يغذيها إذا قطبت
بالروح و الآمال في عيدها
يا زهرة عاشقها لم يذد
من زعزع هبت لتبديدها
لو كان يهواك ارتمي دونها
سدا و نجاك بتصعيدها
ظل لقابييل ألقى عبء ظلمته
فحما يسود البرايا حوله القلق
فحما تصدى له الباغي بمقلته
يذكيه منها لظى يخبو و يأتلق
إذا تضرم فاندك الفضاء جذى
غضبى و نش الدم الفوار و العرق
وانقض من حيث تهوى الشمس غاربة
ليل من القاصفات السود أو شفق
جن الرضيع الذي يحبو وهب على
رجليه يعدو ويلوي جسمه اعنق
من فرط ما طال و استرخى و قد صهرت
أعراقه الزرق نارا فيه تختنق
كأن كفيه مذراتا ثرى و دم
لا ما يمد ابن عام لفه الغسق
و لألأ البدر فاستدناه و انبسطت
يمناه بالشوق حتى أظلم الأفق
و أزلزت لثة الشيخ التي هرئت
من شدقه الأدرد المغفور تندلق
تنساح كاللعنه السوداء يطلقها
بعد الردى نسله المطموس و الحنق
يا ربما سرت الموتى بأن هلكوا
قذائف كعيون الجن تنطلق
شدت عليها يد عجفاء يدفعها
حقد ويقتات من أعصابها فرق
شلت يدا طالما التفت أصابعها
ثم ارتخت عن وليد بات يختنق
و استجهضت كل أنثى و هي تعضبها
و استدفأت باللظى و المدن تحترق
و قوست من ظهور كي يطاولها
قزح يلج ارتفاعا و هي تنسحق
و تطل من أفق يفتحه
الشروق إلى الحافي
أيد تشير إلى الرقاب
المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا
من عروقك لارتشاف
أيد تلوح بالسلام
كأن موشكه الضحايا
تكتال منهن البقاء
كأن أحضان الصبايا
أودعتها الأطفال لما
ينطفوا حذر المنايا
و لكم تناقلت المعابر
و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثب
الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال من
خطر يهم إلى نجاء
تعوي الذئاب و ما يزال
يجيش كالدم في العروق
يند العواء و يدفع المقل
الغضاب عن الطريق
و يظل يطفئها كما
انطفأت بقايا من حريق
و يظل يخفق بالسلام
كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم
الظلماء فانفرطت و لاحا
من شقها الألق الحبيس
و ظل ينطف ثم ساحا
صور لنفسك في الخيال
أباك في وسط الحريق
يدعوك بالصوت الأبح
وقد تخبط كالغريق
و يمد من خلل الدخان
يديه يبحث عن طريق
و انظر لأمك و هي ترقد
في التراب على قفاها
تتجاذب العقبان ثديي
ها و يفقا ناظراها
و تلق من دمها الكلاب
و ينخر الدود الشفاها
و تمل زوجك و هي تركض
بين أشباح الجياع
شعثاء تلهث و الرياح
تصكها دون انقطاع
حملت قميصك في ذراع
و الرضيعة في ذراع
أو جثة ابنك و هي تزحف
دون رأس في الدماء
أو مرضع ابنتك الممزق
و هو يسحق بالحذاء
ورفات موتاك الرميم
وقد تناثر في الهواء
و إذا رأيت عيون جير
تك الرضية المحار
ترتج غضبى في قرارة
جدول ضحل القرار
أفلا تطاردك العيون
أما تبصك في احتقار
صور لنفسك في الخيال
أباك في ليل الشتاء
و كأنما ردت عليه صباه
أخيلة الصلاء
ما زال يقرأ و الصغار
يضاحكونك في الخفاء
و انظر لأمك وهي تنصت
أي عجب يزدهيها
عادت إلى الصوت الرتيب
إلى الغوابر من سنيها
و تمثلته فتى يجمع
ساعديه و يحتويها
و ابسط لزوجك و انتشلها
و هي تلهث في الرخام
كفا ستختم إذ تو
قع بالمداد على السلام
فرج الجراح فتوقف ال
دم و الدموع عن انسجام
الشاطيء الضحاك و الأ
صداء و القمر الطروي
سكران يغرق في جدا
ئلها و تهمسه الطيوب
و تضمها و يطل من خلل
العيون مدى رحيب
تتنفس الأضواء فيه
كأنما سمعت غناء
حلو الرنين فراقصته
هناك أجنحة اراءى
بيضاء يتبعها الص
غار بأعين تندى أخاء
ليل العبودية النكراء صدعه
مهوى طواغيت و استبسال ثوار
حتى إذا شمر الباغي ليرأبه
شقا بأن يصهر الأجساد بالنار
هبت أعاصير تذرو ما تؤججه
في وجهه الراعب النضاح اللعار
و استيقظ الشرق عملاقا تموج على
عينيه دنيا من الأحقاد و الثار
يرمي و يرمي و يسعى نحو غايته
في لجة من دجى غضبى و أنوار
تطفو عليها الضحايا أو تغوص إلى
أعماقها بين تيار و تيار
راياته الداميات الظافرات كوى
حمراء ينشق عنها سجنه الضاري
ألقى بها السلم في وجه الطغاة ردى
و في صعيد الضحايا حمر أزهار
و حطموا أفوق الغل الذي سحبوا
كي يطرقوا منه تابوتا لجبار
حيث اشرأبت على جرف الردى أمم
شدت إلى الصخر إلا بعض أحرار
و ابتاع بالدرهم المجبول من دمها
فيض الدم الثر منها شر تجار
و استأجروها لصنع الموت منه لها
بالزاد يبقى دما فيها لجزار
أعمارها مثل بئر للدم ابتلعت
جيلا سواها بهن ابتاعه الشاري
و تطل من أفق يفتحه
الشروق إلى الحفافي
أيد تشير إلى الرقاب
المشرئبة لا تخافي
لن يفصد الجلاد عرقا
من عروقك لارتشاف
و لكم تناقلت المعابر
و الدروب صدى نداء
تتشابك الرغبات مثل
الغاب فيه على رجاء
هو معبر الأجيال
من خطر يهم إلى نجاء
ما زال يخفق بالسلام
كأنما نشرت جناحا
فيه الحمامة يلطم
الظلماء فانفطرت و لاحا
من شقها الألق الحبيس
و ظل ينعطف ثم ساحا













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2015, 04:53 AM   رقم المشاركة : 4
كاتبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سحر علي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

تشدني مواضيعك لأنها صادقة وتدل على الأصالة
أتابع هذه الذكريات













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2015, 03:25 PM   رقم المشاركة : 5
كاتب
 
الصورة الرمزية قيس النزال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قيس النزال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )


كأنني بباب المعظم الذي رأيته من عقود مضت ,أمامي..كيف لا والرسام الماهر هو صلاح الدين سلطان..
أبدعت بالوصف والسرد ..كشأنك دوما, وأضفيت روح العراقي الأصيل العاشق لأهله ووطنه للموضوع..

لكن نقطة آلمتني مع أنها حقيقه...الشيوعي يفتخر بموسكو...وكان المسيحي يفتخر ببريطانيا,والتركماني يفاخر بتركيه والشيعي يفاخر بأيران..(أقصد الغالبيه عدا المثقفين وهم قليل) وكأنهم لايعيشون بوطن يكرمهم اسمه العراق...يعني من بقي عراقيا...؟؟

سنبقى بأنتظار مذكراتك بشوق ولهفة أخي الكريم ,العراقي,صلاح الدين سلطان...







  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2015, 03:57 PM   رقم المشاركة : 6
عضو هيئة النبع
 
الصورة الرمزية ناظم الصرخي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ناظم الصرخي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حنـــــــو
0 تاجُ اللغاتِ
0 نتاجي الجديد

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

ذكريات جميلة أخذتنا الى منابع الحياة الأصيلة،كانت المقاهي تعج بالمثقفين،وكانت حلقات الحوار تغني المحاورين والسامعين ،ولا يهم التناقض في الأفكار فالجدلية من أسس التطور ،كانت هذه النقاشات تحث المرء على القراءة والإطلاع في سبيل تطوير قدراته الثقافية ...
شكراً لأنك عدت بنا الى ماضٍ زاهر نفتقده اليوم..
متابعون معك أخي الغالي
رمضان كريم
وكل عام وأنت بخير












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 06-30-2015, 05:42 PM   رقم المشاركة : 7
كاتبة
 
الصورة الرمزية ليلى عبد العزيز






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ليلى عبد العزيز غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 كسوف و خسوف
0 قصيدة في ديوانك
0 عكس الإتجاه.

افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

عشقي لبغداد زاد بهذه الكلمات الحاملة لعبق الماضي.
كم سعدت بهذا الوصف الدقيق
و جمال اللوحة التي رسمت فيها باب المعظم بريشة
فنان أصيل.
أعرف العديد من مقاهي بغداد التي تجمع الشعراء و رجال الأدب و السياسة
و أغلبها في شارع الرشيد و ها أنت تضيف للقائمة هذا المقهى الصغير
بجانب دار الخزانة.....الله كم ازداد شوقي لبغداد بذكرياتك هذه أخي صلاح الدين.
كل دعائي أن تلبس بغداد و باقي عواصمنا حللها البراقة من جديد.
متابعة أخي لذكرياتك بكل شغف و اهتمام.
تحيتي و تقديري.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة












التوقيع




دائمـا: أضحـك بصـدق ..وأحـب بصـدق ...وأحـزن بصـدق.
لا أجيد أبداً لعـب الأدوار ...ولا أتقـن لبـس...الأقنعـه!
عندمـا أبكـي فأنـا حقاً اتألـم وعندمـا أضحـك فأنا فعـلاً سعيـدة.
  رد مع اقتباس
قديم 07-01-2015, 04:34 AM   رقم المشاركة : 8
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

قصي المحمود
أهلاًبأبن العراق الرائع الأخ والصديق صلاحالدين
الحمد لله لك ذاكرة متقدة..
سأكون متابع لهذه الذكريات التي هي تأريخالعراق
وحقبة هي مفخرة للعراق رغم شظف العيش وعسر
الحال..لكن الجميع كانواأغنياء بالقناعة..أغنياء بالكبرياء
أغنياء بالوطنية..أغنياء بالشهامة..أغنياءبالطيبة..و
كان الجاهل أنذاك مثقفا وطنياً..
نعم ..كان الوعي القومي وكانالفكر الأممي ممثلا بالفكر
الماركسي رغم الأصطدام الفكري بينهما لكنهما كانايغنيان
المحاورين بالمعرفة والتفاعل الفكري والأدبي..
لقد كانت النخب المثقفةأصحاب قضية نظيفة بغض النظر
عن التوافق معها او الأختلاف..
سأتابع بشغف هذهالذكريات..وعرفت انك ستأتينا بجديد منذ
أن اشرت للأخ قيس انك ستسهر يوم الأثنينبنوقيت المانيا
تحية اليك..ودمت بالف الف خير
.................................................. .........
اخي وصديقي ، قصي الطيب : مدرسة فكرية ، غنية بأفكار قد انبثقت من صميم الاصالة ، ونقاء الجزيرة العربية.
اخي الابي ، وصديقي الحر ، قصي الطيب ، في كل مقابلة لي معه : ينقلني كبساط الريح ، الى ربيع النقاوة ، أي نقاوة العربي ، وجمال تخيلاته.
اخي وصديقي الحر قصي الطيب ، عندما يزورني في موضوع ، يغير دون قصد منه ، اجواء جنينتي : فينقلب صيفها الحار ، الى ربيع يلامسه نسيم من المعرفة ، تتخلله اشعاع نور من الماضي البهيج.
فأهلا بابن العراق الحر ، اهلا بأفكارك ، ونقاوة عروبتك ، وكلي فخر ، ان عواصف الزمن ما استطاعت ان تغير ولو شعرة من اصالتك ، يا ابن العرب الحر.
تقبل يا اخي سلامي الذي تبتهج حروفه فخرا ، بكل ما تكتبه ، لأنها لا تخلو من معرفة ، و اصالة ، ووطنية.
اخوك ابن العراق الجريح : صلاح الدين سلطان






  رد مع اقتباس
قديم 07-01-2015, 05:21 AM   رقم المشاركة : 9
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )







آخر تعديل صلاح الدين سلطان يوم 07-01-2015 في 05:53 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 07-01-2015, 05:55 AM   رقم المشاركة : 10
اديب
 
الصورة الرمزية صلاح الدين سلطان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :صلاح الدين سلطان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: ذكريات !!! ( القسم الاول )

يا اخوان لا اتمكن من الرد على التعليقات بسبب انها لا تظهر ولا اعرف السبب
يا عواطفنا هل سببها القصيدة ام ماذا







  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نازك الملائكة ( القسم الاول ) صلاح الدين سلطان صالون النبع الأدبي, الحوارات الأدبية والرسم بالحروف واللقاءات 15 12-19-2015 04:37 AM
من سلة المهملات ( القسم الاول ) صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 12 09-21-2014 11:19 PM
ايام زمان . يوم كئيب (القسم الاول) صلاح الدين سلطان مــــداد للكلمات 6 09-10-2014 11:13 PM
الاستشراق (القسم الاول ) صلاح الدين سلطان المقال 0 08-08-2014 04:52 AM
نازك الملائكة ( القسم الاول ) صلاح الدين سلطان نبع من على جدران الزمان 4 04-01-2014 11:08 PM


الساعة الآن 06:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::