على هضبة الأحزان
أعلق منشوراً.. لترحلوا ..أو لتعودوا .
في أعمق اليأسِ أغلق على الأحزان ...
من يجاور براكينَ المِلح في الأحشاء ؟
من تصيبه شظايا العذاب ..؟
من يشعر بي وأنا المشطورةُ بين جنوبِ العشقِ ... وشمال الموت ...
وأنا العذراءُ التي أنجبتْ ألفَ وطن ...
جريحةٌ حتى الكبد ...
حتى الحنانُ تكلّس في مجرى الأفكار ...
من يلومني وأنا الأم التي رشّتْ رَجاءها بذاراً على جبين الأكباد ..
من يصطفيني من بين الجحافلِ ...
ويرحم الذات المهدورةَ ...
ممدودة حتى الأقطاب مثلجة الأطراف ..
وفي القلب نارٌ ..تستعر..نار..نار..
أيها الأبناءُ ..
عودوا للصدر ..للنهد الواحد ..للحليب الأبيض ..
لمْ أرضعْكم غير السليلِ الحُرِّ من النقاء
ويحكم .. ثم ويحكم ..
أين الرسالة التي تحملون
أين العروبة وآدمية التكوين ...
والمحبة .. طوق الليل .. سبحة الصباح ... أعراس الفصول ؟
أين مائدة الربيع ...و غِراس الوئام ..؟
مَن سحق السهلَ ومارس القتل ودفن بي الآهات ..؟
عودوا يا أبناء من غضب السّعير.. هبّوا من فيالق الجمر مياسم ورود ..
تعلموا بأن الحب أكنة الصادقين ..
لا تحفروا قلبي المتعفن إلا ليشهقَ ثراه .
قهره يسجم من كل النهايات ..
من جسر الرؤى حتى قوس الأظافر ..
وأنا الأرض والأصيل والأفق والدمع المحروق...
حتى ترحموني يا أبناء... حتى أدرَّ عليكم البسمات
حتى أسمع الليل بكم يزقزق
يشق ترع الضوء.. يقاوم
يصمد ..يصرخ...يقول ..
لبيك أمي حتى آخر النبضات
التوقيع
حين
دخلت محرابك....
كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة