رائعة ابن الدمينة الغزلية وقد نسبها البعض لقيس ليلى ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ = ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ أُحِبُّ هبوطَ الوادِيَينِ وإنني = لَمُشتهِرٌ بالواديَيْنِ غريبُ أحقًّا عبادَ اللَّهِ، أنْ لسْتُ وارداً = ولا صادراً إلا عليَّ رقيبُ ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَةٍ = مِنَ النَّاسِ إلا قِيل أنتَ مُرِيبُ وَهَلْ ريبَةٌ في أنْ تَحِنَّ نَجيبة = إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ الحِمى = إليَّ وإنْ لم آتِهِ لحبيبُ ولا خيرَ في الدّنيا إذا أنتَ لَم تزُرْ = حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا = لَهَوْتُ بِلَيْلَى مَالَهُنَّ رَقيبُ وإنْ حَالَ يَأْسٌ دُونَ لَيْلَى فَرُبَّما = أتى الْيَأْسُ دْونَ الشَّيْءِ وَهوَ حَبيبُ وَمَنَّيْتِنِي حَتَّى إذَا مَا رَأيْتِنِي = عَلَى شَرَفٍ لِلنَّاظِرينَ يرِيبُ صَدَدْتِ وَأشمَتِّ الْعُدَاةَ بِهَجْرِنَا = أثابَكِ فِيمَا تَصْنَعِينَ مُثيِبُ مَخَافَةَ أنْ تَسْعى الوُشاةُ بظِنَّةٍ = وأُكْرمكُمْ أنْ يَسْتَريبَ مُريبُ فقد جُعِلَتْ نَفْسي-وأنتِ اخْتَرَمْتِها = وكُنْتِ أعزَّ الناس-عَنْكِ تطيبُ فلو شئتِ لم أغضبْ عليك ولم يَزَل = لكِ، الدهرَ، مِنَّي ما حَييتُ نصيبُ أمَا وَالَّذِي يَتْلُو السَّرائِرَ كُلَّهَا = وَيَعْلَمُ مَا تُبْدِي بهِ وتغيبُ لَقَدْ كُنْتِ مِمَّن تَصْطَفِي النَّفْسُ خُلَّةً = لَهَا دُون خُلاَّنِ الصَّفَاءِ حُجُوبُ وَإنِّي لأَسْتَحْيِيكِ حَتَّى كَأنما = عَلَيَّ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مِنْكِ رَقيبُ تَلَجِّينَ حَتَّى يَذهَبَ الْيَأْسُ بِالْهَوَى = وَحَتَّى تَكادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيبُ سَأسْتَعْطِفُ الأيَّامَ فِيكِ لَعَلَّهَا = بِيَوْمِ سُرُوري في هَوَاك تَؤُوبُ هَجَرْتُكَ مُشْتاقاً وَزُرْتُكَ خائفاً = وَفيكَ عَليَّ الدَّهْرَ مِنْكَ رقيبُ وأُفْرِدْتُ إفرادَ الطريدِ وباعدتْ = إلى النفسِ حاجاتٌ وهنَّ قَريبُ لئن حال يأْسي دونَ ليلى لَرُبَّما = أَتَى اليأسُ دُونَ الأَمْرِ فَهْوَ عَصِيبُ جَرى السَّيْلُ فاستبكانِيَ السَّيْلُ إذ جرى = وَفَاضَتْ لَهُ مِنْ مُقْلَتَيَّ غُروبُ وَمَا ذاكَ إلاَّ حِينَ أَيْقَنْتُ أنَّهُ = يكونُ بِوادٍ أَنْتَ مِنْهُ قَرِيبُ يكون أُجاجاً دونكم فإذا انتهى = إليكم تلقَّى طيبَكم فيطيب فيا ساكِني أَكْنَافَ نَخْلَةَ كلُّكُمْ = إلى القَلْبِ مِنْ أَجْلِ الحبيبِ حبيبُ أظلُّ غريبَ الدَّارِ في أرضِ عَامِرٍ = ألا كُلُّ مَهْجورٍ هناك غريِبُ أَرى أَهْلَ ليلَى أَوْرثونِي صَبابَةً = وَمالي سِوَى لَيْلَى الغَدَاةَ طَبِيبُ أَرى إذا ما رَأَوْني أَظْهَروا لِيْ مَوَدَّةً = وَمثْلُ سُيوفِ الـهِنْدِ حِينَ أَغِيبُ فإنْ يَمْنَعوا عَيْنيَّ مِنْها فَمَنْ لَهُمْ = بِقَلْبٍ لَهُ بَيْنَ الضُّلُوعِ وَجِيبُ لَئِنْ كان يا لَيْلَى اشْتيِاقِي إلَيْكُمُ = ضَلالاً وفي بُرْئي لأَهْلِكٍ حُوبُ فما تُبْتُ مِنْ ذَنْبٍ إذا تُبتُ مِنْكُمُ = وما النَّاسُ إلاَّ مُخْطِئٌ ومُصيبُ بِنَفْسِي وَأَهْلِي مَنْ إذا عَرَضُوا لَهُ = بِبعْضِ الأَذى لَمْ يَدْرِ كيفَ يُجيبُ ولم يعتذرْ عذرَ البريءِ ولم يَزَلْ = به سكنةٌ حتى يُقال مُريبُ فلا النفس يُسْليها البُعادُ فَتَنْثنِي = وَلا هِيَ عّمَّا لا تَنَالُ تَطِيبُ وكم زفرةٍ لي لَوْ عَلَى البَحْرِ أشرقَتْ = لأَنْشَفَهُ حَرٌّ لَهَا وَلَهِيبُ وَلَوْ أنَّ ما بِي بالحصى فَلَقَ الحَصَى = وَبِالرِّيح لَمْ يُسمَعْ لَهُنَّ هُبُوبُ وأَلقَى مِن الحُبِّ المُبَرِّح لَوْعَةً = لـها بَيْنَ جِلْدِي وَالعِظَامِ دَبِيْبُ