ترقبُ الأمطارَ في عُقرِ الهجير.. أحاسيسها مترعةٌ بلفح شمسٍ حارقةٍ.. أذبلت حرارتُها يَناعَ الصَّبر في واحاتِ التجمُّلِ والسكون! آمالُها حانيةُ التَّلهفِ، ترمقُ قوادمَ الأيامِ مكللةً باتِّئادِ القريرة، تمخرُ عُبابَ طالَعها المنسيِّ حيناً من أثرالندى وأريج الزهور.. ** الفكرةُ في جيدها معلقةٌ كحبابِ الماءِ، بخَّرهُ احتدادُ اللَّظى أروقةَ أمانيِّها المتعبةِ دهرا.. ربما؛ شاكلتْها إيحاءاتُ الظنِّ.. تعبرُ مساربَ تطلُّعاتها نحو وارفِ طمأنينةٍ.. سَعتْها ذاتَ هذيانٍ ألمَّ بها طيفَ مساء.. أو.. أسفرت ابتساماتُها الحنطيَّةُ الجذَّابةُ.. هدوءً عمَّ أعماقها، فأوحت لمراياها أن تمهلي حال انعكاسِ وجهي.. فالمُحيَّا متوترٌ! والرُّؤى تشوبُها ضباباتُ الأمسِ باعاً من شجونٍ وشجون... ** الياسمينُ في مقلتيها يغني..! والندى في راحتيها طابهُ المكوثُ أمداً من رحيل.. وكلما دغدغت مشاعرَها مشاكسةُ الأثيرِ.. تجهَّمت وهلةً! أكذوبةٌ أخرى؟! تخُطُّها الأيامُ براعةً.. ألا تتأكسدَ أحلامُها في رِبقةِ انتظارِ المآملِ ..ألاَّ تطول..!! لكنَّها ..وبرغم كل شيءٍ أتعَبها.. ماتزالُ مرافِئُ خيالِها يانعةَ التفاؤلِ.. بحبورٍ يختطُّ الدَّجايا بشعاعِ فجرٍ أكَّدَ قراءاتِ النصرِ الأخير! ** السرُّ كُنهُهَا..! والسرُّ.. مَلَكاتُها حين اضمحلت باءاتُ التصوُّرِ.. في آفاقٍ مدلهمةٍ رَدَمتْ سوداويَّتُها أضواء الكثيرين.. والعِبرةُ في أنَّها ممهورٌ طبعُها بصلابةٍ تحتذيها الصخور.. ** لماذا هيَ دونَ العالمين..؟! أ لأنها أحجيةٌ في قلبها الكبير الكبير..!؟ يصولُ الفكرُ أرجاءَ حدودِها المنقطعةِ النظيرِ.. حباً وتَهياماً وألقا..؟ والبدءُ.. جُوريُّها التَّوَّاقُ لثمَ شفاهِها الأخَّاذةِ.. حينَ خَلْقٍ رُفعتْ أقلامُ كونهِ حتى يبعثون....