أعترف ..لا يُزعجني إلا غيابُك ً..ولا يصهرُني إلا حُضورُك ..
لم تكن ْهذه الكلمات ُالتي حملتها الرّيح في نهارٍ مُكتظ بك ، مليءٌ بالشوق لك ..لتمرّ كنسمة ٍعابرة يضيعُ أثرُها ، بل كانت كالعاصفة التي تقتلعُ كلّ شيءٍ أمامها ..وتُلقى بظلالها على كل شيء ...
ماذا أقولُ لو استطعتُ الإنفرادَ بك ؟ هل ستُطاوعني أبجديتي ويُنقذني الحديث وكيف أستطيع ُأن أحدّثك ِعن هذه الحكاية المدهشة ...حكايتنا معا ؟
كيف أستطيعُ أن أجذبَ كلّ هذا الجمال للإنصات ِلي من جديد ؟
كيف أبرّرُ الغيابَ الذي يرسمُ طريق َاللهفة ، ويُحاصرُ النفسَ من جميع جهاتها ؟ كيف أستبقيك معي وأغلقُ كلّ دروبَ الرّحيل ...وهل سيكون أمامي مُتّسع ٌ من الوقت للحديث معك عن كلّ ما يجول بخاطري ...؟ .
اللقاءُ بك ...يحمل ُالكثير من الرهبة والرّغبة ، كتلميذٍ استعدّ جيدا للإمتحان ، وترتعش أوصاله كلما اقتربت ساعة دخوله للقاعة ..يخاف النظرة الأولى لورقة الأسئلة ، يشعرُ أنّها ستكون غريبة عصيّة ، يرتبكُ كلما تقدّم بخطوات ٍ ثقيلة ...
اللقاء ُبك ..كيف سيكون ؟ هل سيبدأ بالنظرة الخجولة ، أم بالمصافحة ِ
المُرتعشة ...أم بكلمات الترحيب التي نحفظها عن ظهر قلب ونخشى أن تضيع َمنّا عند مفترق الدهشة ؟ .
اللقاءُ بك ...سيرسمُ علاقة مغناطيسية بين عيوني وعقارب السّاعة ، وكأنّ الخوف يتملكني من تأخرّك عن موعدك ..وربما يتدخل طاريءٌ يُقدّمُ اعتذارك عن الحضور ...ماذا سأفعل إن اعتذرت ! وماذا سأفعلُ إن أتيت ِ ...