ماذا ستخبرني يا عراق وطني أكتب إليك يا أجمل الأفياء يا حزني لأجلك ياوجع الروح وقمة الشجنِ ما عدت أحتمل الفراق والبعد في المنفى سيقتلني ما عدت أحتمل ضياع بيتي والحي البعيد وخطى الصغار تمشي على بدني ماذا ستخبرني يا عراق أراك في كل العيون تلك التي تركتها تبكي معي بوجوه من أحببتهم من الرفاق ومرارة ذاك الطريق وقسوة ذاك العناق ماذا ستخبرني يا عراق عن الذين تمزقت أوصالهم على الذين رحلوا بصمت وبلا أنين عن الذين احترقوا إلى الذين نزفوا الدماء وبقت على الجدران قصص وذكريات لا شيء أقسى من الذكرى المعلقة في النفوس وفي القلوب لا تمحي ولا تذوب ذكرى تجيء مع كل شتاء ذكرى تجيء مع المطر وحين تبكي معك السماء ذكرى الأحبة الذين رحلوا موتى جميعهم في العراء والبرد يأتي والنائمون بلا غطاء لا صوت يأتي سوى أصوات الكلاب صوت العواء يا ويلهم حين يملون الدعاء الجائعون المعدمون يفترشون أرضا تنتظر المطر والضوء في الليل قمر ولا قمر ماذا ستخبرني يا عراق عن ذلك الطفل الصغير ظل الطريق وتاه في ذاك الدمار والحريق ماذا ستخبرني يا عراق ماذا ماذا فالمنفى أغلق أبوابه حتى النوافذ وأنا أعيد ذكرياتي على مسامعك وأعد في الأعوام ومهزلة السنين أنت حزين مثلي أنا انت حزين لقد كبرنا فهل ستخبرني متى وأين ؟ سوسن سيف باريس 12 * 12 * 2016 2016