بحق أكاد أختنق من تداعيات مراهقتي وأنا الرجل الناضج أجدل من بوحي السطور ومن نصحي الحِكمْ وأجود بها حتى على الطير وما إن يتعلق الأمر بكِ حتى أكاد أسقط في أول جُبٍّ من مشاعري ..
أستحي قليلاً، ثم أبتعد عن الباب كي لا تلمحني عيون المارة وأنا أشهق عطر صباك الساحق...
وكالمجنون أكلم أشيائي الفارغة لهذا اليوم من زيارات الأصدقاء وكأن الجميع على علمٍ بخيباتي العاطفية فهم يبتعدون حين يقرأون في سري الانتظار والصبر والصمت المفاجئ .
ولا يعلمون بأنهم يتركوني فريسة للقلق والتوتر
والشيء الوحيد الذي لا أستطيع أن أقوله هو أنني أحبك ..
ولا أحبك كما يظن الآخرون، بل فوق العشق بسبعة عشر عشق
وكل هذا القلق لأنك ليس سوى عشقي الممنوع حتى عن مسامرة وسادتي بك.
أكلم نفسي أم أكلم الكراسي الفارغة من الأصدقاء .
علًّ صمتي يصل مسامعهم المشغولة بغنج أنثياتهم وترتيب غزلهم لأداء فريضة الحب .
-----------------
ثم ماهذه الحالة التي أودت بالعاشق وجعلته يدخل في ظنون ومحاكاة روحه ويعيش في حالة قلق
فتارةً يتبع خفق قلبه وتارةً يستحي من نظرات الأصدقاء ويبدو أنه معتاد على روتين معين يجمعه مع الأصدقاء اللذين باتوا ينتبهوا لمزاجه وتحركاته والشوق الذي تحكيه عينيه
هو في حالة تخرجه عن تعقله وفي حالة رصد دائم لأنثاه المعشوقة حتى حين يسبقها عطرها لأنه يترقب أي شيئ ينقذ صبره وانتظاره وأيضاً من جانب آخر يخاف على حبيبته من نظرات كل من يلمحها لذا نراهُ يبثُ لها وصية بأن تكون عميقة ولايشغلها أناقة أحدهم أو شعره المصفف أو عطره فكل ذلك لن يحقق لها قلباً كقلبه .
ولا أحبك كما يظن الآخرين بل فوق العشق بسبع عشر عشق
قمة الوجد
التوقيع
حين
دخلت محرابك....
كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة