أستاذي الفاضل عادل، مساء الخير
أبدعت هنا بهذه الخببية التي جئتنا على وقعها بأربع لوحات رائعة
و كان توظيف المفردات موفقا جدا و التشبيهات التي أضافت للقصيدة الكثير من الروعة
من أمدٍ أحملُ مشكاتي
وأجولُ الدنيا
كالنسّاكِ أرتّلُ للعشّاقِ تعاليمي
قبل التوراةِ أنا
لا أعرفُ ميقاتي
يقرأني أزَلي في الصحفِ الأولى
يتدلّى قرآنيَ صمتاً
وبراقُ الأحزانِ جوادي
بالغارِ أوعّدُ من جاؤوا خلفي
بجنونٍ كجنوني
كلُّ الأحداقِ تهمهمُ آياتي
فهنا مشكاة، و نساك، و توراة، و ميقات، و الصحف الأولى ، و قرآني، و براق، و آياتي
كلها مفردات قد وظفتها لصالح النص فجاء المعنى قويا و أوصلت العبارات إلى ضفة أنت اخترتها للمتلقي فأبهرتنا حماك الله.
وأطوفُ عصوراً وعصورا
وأبشّرُ بالليلِ هموماً
وأبشّرُ بالدمعِ رفيقا
وتضيء الدنيا مشكاتي
أوْقدُ منها قبَسَاً جنبَ الطورِ
أوْقظُ فتيانَ الكهفِ
وأصْطحبُ الكلبَ صديقا
لا ينبضُ قلبٌ إلا بيْ
لا يعُصمُ مني قلبُ نبيْ
بالأمسِ ذُبالةَ عشقٍ
أذكتْ قلبكَ داودَ حريقا
ثم يستمر في المقطع الثاني شاعرنا المبدع باقتباس بعض المفردات و توظيفها في قصيدته
و قد تركزت في هذه المقاطع :
وتضيء الدنيا مشكاتي
أوْقدُ منها قبَسَاً جنبَ الطورِ
أوْقظُ فتيانَ الكهفِ
وأصْطحبُ الكلبَ صديقا
فكان توظيف الصور هذي و العبارات موفق جدا من شاعرنا أمير الخببيات و فارسها
و يستمر باقتناص العبارات التي تخدم القصيدة فمن قصة الكهف و كلب الفتيان إلى قصة زليخة و قميص النبي يوسف ينتقل بغاية الإتقان شاعرنا المبدع عادل
و توظيف كل قصة لصالح النص
أتلصَّصُ من خلفِ زليخا
لتداعبَ أجنحتي قلباً
أغرزُ سهاماً من آهاتي
يضْنيها الحبُّ وهيتَ لها
وطناً إلا أحضانكَ يوسُفها
وقميصُكَ قَدَّتْ جانبهُ
كي يغدو الأضعفُ إيماناً
ويكونَ عبيرَ الشوقِ وصاحبها
بعدها يعود لمشكاته فيختم قصيدته متجولا بمشكاته فيقول:
وسأبقى أحملُ مشكاتي
أبدا
أستاذي عادل، تمنيت أن يكون ردّي على رائعتك هذي التي أحببتها جدا شعرا
لكنني عجزت عن التمكن من الخببية مثلك فاقبل -كرما- مروري هذا لتحيتك و تحية حرفك الألق
أدام الله عليك نعمة الإبداع
لك تحياتي آلاف و شديد إعجابي بحرفك الألق.