إعتراف متأخر من وطني وقومي أحمق
نعم.. أنت أحمق يوم كنت وطنيا واحمق يوم صدقت ميتافيزيقيا القومية وكنت احمق يوم حافظت على المال العام
وتركت عائلتك تقتات على فتات الراتب وهو المهمش بلتقشف يوم التأميم ويوم الحصار ويوم الضائقة المالية في
محاربة الإرهاب!!كنت أعمى لا ترى اللّموزين والمارسيدس والاندكروز المضللة..كنت أعمى ولا ترى القميص الباريسي وربطة العنق الألمانية وقصة الشعر الدنماريكية خلف ظلال السيارات الفارهة
وانت المشغول بالجغرافيا والعروبة والوطنية !!كأنك في وادي سحيق لا ترى حقائق الحياة اليوم ....
نعم ...اعترف أيها الأحمق والجاهل والأمي ...فالوطنية تعني الكفاف والعوز والحاجة ...والوطنية تعني إن الحياة
رخيصة ....هاهم العملاء وحدهم المترفون ..وجمهور يصفق لهم ويرفعونهم على الأكتاف..وهاهم اللصوص يصفق لهم الجياع والمشردين...ويتباهون باصابعهم البنفسجية ...
انظر لشاشات التلفزة...كم خدودهم متوردة ..ربما اكثر نضارة من نانسي عجرم وهيفاء وهبي!!!
الوطني القومي الأحمق...متهم ..!!!وربما تلصق به تهمة السرقة وجورابه مخرومة..وقميصه (من البّالة)وهي الملابس المستعملة ..وهو عميل وقصير نظر وربما استلم مبلغ من متسكع ما من دولة ما للتآمر على النظام الدم..قراطي...وتلك جريمة وخيانة!!!
الوطنية والقومية سلعة بائر ة في سوق الترف ...
أحمق أنتَ يوم تمسكت بالنسب والتراب ...فكلاهما لا تسد رمق ولا تروي ضمأ..وحدهم المتنقلون بين الأنساب
والمتعففين من التراب من يسكنون الفلل واولادهم سواح في شاليهات الأسكندرية ودبي وشنغهاي واسطنبول
واولادك عيونهم دامعة فمصروفهم سعر علكة المترفين يبصقونها مع كل زفير
فاغلب اللصوص لهم من يدافعون عنهم واغلب العملاء لهم من يبرر لهم عمالتهم ..أما المعممين وإن كانوا فاسدين فالأقتراب منهم جريمة وكفر
لو وضعنا آيادي من ذكرناهم على منضدة لوجدناها ناصعة البياض دون خدوش زمنية وأنت أيها الأحمق تلمس
وجهك المجعد ويديك الغائرة... ففيهما شظف الوطنية والقومية وأخاديد الشعارات .....لترى كم كنت أحمق!!!
في أوطان اليوم لا تقاس الوطنية بالأخلاق والموقف المبدئي الشجاع بل بمقدار الولاء العابر للحدود ومدى طائفيتك ومناطقيتك .
في أوطان اليوم الأغبياء وحدهم من يتخلفون عن المغانم وإنتهاز الفرص..فالموقف الشريف والوطني هو اليوم مثلبة وعوز وفاقة
ربما اعترافات متأخرة لأحمق صَدّق تُرهات المنظّرين للوطنية والقومية ..!!!.
الجميل فقط لهذا الأحمق ... فقط ...إنه كسب الله