التناص هو من أهم الموضوعات الَّتِي توسع في شرحها النقد الأدبي الحديث رغم معرفة القدماء به إلا أنهم عمموا السرقة وتوارد الخواطر والاقتباس عليه.
والتناص هو عبارة عن علاقة تفاعل بين نصوص قديمة، ونصوص جديدة، وبعبارة أوضح هو تداخل نصوص مع نصوص أخرى.فمن النادر أن نجد نصاً أدبيا، أو قصة قصيرة أو رواية أو حَتَّى شعراً يخلو من التناص من نصوص متفرقة من أكباد النصوص القديمة أو الحديثة الَّتِي يستعيرها الكاتب.
و التناص ومشتقاته كان ومازال النقد يركز على كشف حيثياته في الثقافة العربية قديماً، والثقافة الغربية حديثا وهو عبارة عن الفسيفساء أي الخلط بين قطع مختلفة من شتى النصوص، ثم الامتصاص أو الإجتذاب من القديم للتلاؤم مع البنية الجديدة، وبعد ذلك يقوم بنشر هذه المادة إن كانت منضغطة أو تلخيصها إن كانت عكس ذلك حيث لاحياة للأدب مالم يكن هنالك تناص، ذلك لأنه عصب الحياة، له قياسه على تشبيهه بالماء وهو للأديب بمثابة الهواء والماء والزمان والمكان للإنسان فلا حياة له بدونها ولا عيشة له خارجها. فهو أيضاً ضرورة يفرضها الواقع الأدبي الذي يحتّــم على الكاتب والقارئ ضرورة فهم النص. فلولم يكن النص استجابة لنصوص متقدمة لا نهائية لما كان له أن يُفهم. و بات لا غنى عنها للنص الأدبي، أراد الكاتب ذلك أم لم يرده، فهو محكوم به عليه، حيث أنه قد يحصل دون أن يكون ذلك بقصد الكاتب بل يقع فيه من خلال مخزونه الأدبي في الذاكرة.