في مثل هذا اليوم ،،سارت مراكبنا إلى مكّة ،،!أحسسْتُ كأني ذاهبٌ إلى حيث ينظر الله برحمةٍ كبيرة ،،وأنا أَحثُّ نفسي أُريد أن أندسَّ في تلك البقعة ،،آخذُ مكاناً فيها ،،،يصيبني نظره ،،وأينما ينظر تحلُّ رحمته ،،وهو لم ينسَ شيئاً خَلَقَه ،،مِن نظره ،،ولكنّي أريد نظره الذي في وديان مكّة ،،حيث نادى للإسلام نبيّاه العظيمان ....
هكذا كنتُ أشعر ،،وحين صرْتُ في المدينة المنورة ،،لم تفارقني صورهم ،،-محمدٌ (ص) وصحبه - هم معي في عيوني في داخلي ،،أنا فيهم ،،أقف ذاهلاً على باب المسجد والناس يرتطمون بي وأنا معهم - بالأحلام -أُزاحمهم على باب المسجد كأنّي ذاهب معهم إلى الصلاة ،،عشْتُ بينهم _حلم عمري _ ساعة ......
أنظرُ إلى أماكن عيونهم في الجبال بعد أن مُحيَتْ خطواتهم على الأرض ،،أحسسْتُ الحياة كما تحسّها قلوبهم التي تطهّرَتْ وتلألأتْ ،، حاول ذلك بصعوبة ،،قلبي القادم من هذا الزمان الكاذب البغيض !!
وأنا في صحرائهم الموغلة في الحَرّ والسعة والقسوة ،،عرفْتُ أنَّ ذلك العربيّ ،،ما جاء هنا إلاّ لِتعدَّه الصحراء لأمرٍ جَلَل ،، فَهْم هذا الدين والإخلاص له وحفظه ونشره ،، في هذه الصحراء لا وجود للدنيا وتعظُم الأشعار والأفكار ،،ويَتَجَنَّد للمعتَقَدات المقاتلون ،،
وفي وادي مكّة المُقفر إلاّ من صورة ابراهيم(ص) ،،وهو ينادي للإسلام ،،ويبني البيت ويترك ولده ويذبح ولده ،،وهو يفعل كلّ شيءٍ لله بعد خروجه من النار ،،ذلك الموحِّد والمخلص والمُحِبّ العظيم
وإلاّ من صورة (محمد)المُهاجر العظيم وصحبه من بين وديانها ،، الخارجين لتوِّهم ،،الى مكانٍ ليعلِّموا فيه الإسلام -تلك الرسالة العظيمة من الله -ويعودوا إلى مكّة فاتحين - مِن دار الأرقم بن أبي الأرقم تلك الدار التي لابدّ منها في كلِّ حيٍّ ،،يتخرّج منها الأحرار والمعَلِّمون ،، يعلِّمون هذه الدنيا ،كيف تكون الحياة الصحيحة ،،وكيف يعيش العقل داخل الحقّ لا خارجه ،،، وكيف تَعْبُد هذه النفس خالقها كي لا تَضِلّ ،،،،!!وأنّ حياةً عُظمى في الأرض وفي السماء ،، ستكون للمسلمين