آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > قصيدة النثر

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-02-2017, 12:18 PM   رقم المشاركة : 1
شاعر





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :د.نبيل قصاب باشي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي عَوْرَةُ الضَّبَابِ

عَوْرَةُ الضَّبَابِ


طالما تعرَّى جسده هائماً يبحثُ عنْ ملاذٍ آخرَ وراءَ

فضائِه الرُّوحيّ

تشاجرَ الشوكُ والياسمينُ على شُرفةِ صدره الرمليِّ

غضبتْ شقائقُ النعمانِ المسجونةُ في شفتَيْه

ثم انفجرتْ مثلَ قارورةِ خمرٍ على وجنتَيْــه

وحديقةُ منزلِه اغتالتْ أشـجارَها العابقَهْ

تنامُ الثعابينُ غدراً على أرصفته المارقَهْ

وتخلعُ في غابِه جلدَها مرتين

ويصحو القتيلُ على سُمِّها مرةً واحدَهْ

وحينَ يحينُ الحصادُ تموتُ سنابلُ أرواحِه مُعلنةً عُرسَهَا

وتعزفُ أغنيةُ القمحِ حتفَهَا

زغردي يانوارسُ وارقصي على جُثَّةِ شاطئكِ الغارقَهْ

&&&

منذُ أيامٍ كانَ الثلجُ اللازورديُّ يفرشُ ألوانَهُ الواعدَه

يخطفُ نارَهُ منْ رمادِ السحابْ

كانتِ النجومُ تكشفُ عورتَها للضبابْ

احترقتْ كلُّ مآتمِهَا عندَ شرفةِ الفجرِ المطلّةِ على نوافذِ

الموتِ الأبديّ

&&&

لم يعدْ بينَها وبينَ الزمانِ أرجوحةٌ تحتضنُ الليلَ والنهارْ

لم يعدْ بينَها وبينَ المكانِ أجنحةُ طيورٍ تُقلُّهَا إلى أغصانِ

روضتِها الأرضيَّة

تبحثُ عنِ " ابنِ طُفيْلٍ" الذي غابَ في صحراءِ فلسفتهِ

وراءَ مجاهلِ " زرادشتْ ونيتشة " يعلنُ موتَهُ مع الله ،

ويعلنُ أنَّ الجسدُ هو العقلُ الأكبر، وأنَّ اللاعقل هو المصدرُ

الأصلُ ، "هكذا تكلم زرادشتْ" غيرَ عابئٍ بـ"الجيليّ أو

النِفَّرِيّ "

كلُّ المسافاتِ انتحرتْ وعيناها مطلقتانِ في غيبها الرمادي

تراودُها أشجارُ الخريفِ العاريةُ عنْ نفسِهَا

وتهتكُ الأزهارُ عطرَها والينابيعُ تسافرُ نحوَ سرابِهَا

تحملُ في وَضَحِ الشمسِ نعشَهَا المستعار

تتسلّقُ بهِ جبال الليل الممتدةَ إلى شُرفةِ عينيها

وأنا جاثمٌ في مجاهلِ سفوحِهَا الصفراء

أحسو قدحاً منْ زعترِهَا البريّ

أُغرغرُهُ في لهاتي ثمّ أنامُ على وهْمِها مثلَ غيمةِ صيفٍ

أغمضتْ عينيها

تحلمُ غارقةً في وسادةٍ عشبِ عائمةٍ فوقَ رملها

الزُّمرّديّ

أنام مثلَهَا ثمّ أصحو على صخبِ قُبْلَتِهَا المضفورةِ

باللّهَبِ الزّبرْجَدِيّ

يعصرُها ألمُ الغربةِ خمرةً منْ جُلّنار

إنّها قهوتي المفضّلةُ وقتَ الصباح

أحتسيها في منتصفِ كلِّ وقتٍ تهربُ منهُ النهاياتُ إلى
بداياتِهَا

كنت أحمقَ الكأسِ حين احتسيتُ نُخْبَ "زرادشت" ..

خدعتني خمرتُهُ الضبابيةُ حين قال : "هناك دوماً

شيء من الجنون في الحب ؛ لكن هناك دوماً شيء

من العقل في الجنون أيضاً .. أما الآن فقد حولت حبي

إلى الله ،وماالإنسان في نظري إلا كائن ناقص ، فإذا

ما أحببته قتلني حبه .. ،، اكتب بدمك فتعلم حينئذ أن

الدم روح ، تعجز عن تعليم كل إنسان الطيران ،

علمه على الأقل أن يسرع بالسقوط

وحدة البعض هي هروب المرضى ، ووحدة البعض

الآخر هي الهروب من المرضى

أن أحيا كما أريد , أو لا أحيا إطلاقاً

أحمقُ مَنْ لا يزال يتعثر في الأحجار والبشر"

وأنا مازلت أتعثر في الأحجار والبشر والعقل

أجد نجاتي في الهروب من المرضى

وأستريح على قارعة نفسي حين تراودُني أسطورةُ

الأمس
&&&&

لا أفقه نفسي القابعةَ في أسطورتها النرجسيةِ حين تنبشُ

كلُّ الأساطيرِ نعوشَها المسجّاةَ في برزخ الموت

وتختالُ منْ بينِ قُدّاسها "شهرزادُ" التي مافتئت تسهر إلى

اليومِ حتى الصباح

تحلمُ بالموتِ ثانيةً وبليلةِ عرسٍ أخرى يتأجّجُ فيها الكلامُ

المباح

تُعرِّشُ فوقَ أناملِهَا السحريّةِ على أملِ العناق المستباح

إنّها متفائلةٌ في تشاؤمِهَا

لاشيء في ضدّها يعدلُ كلَّ مسافاتِ الاحتضار

فوشاحُ بنفسجِهَا مطرّزٌ منْ عرائشِ قُبّتها الفضائية

ينهارُ مدارُهَا والشمسُ تلوذُ بأقبيةِ الغروب على

غيرميعادِهَ

كيفَ كنتُ أعشقُها لستُ ذاكراً غيرَ قُبلةٍ حطّتْ على

شفتيها مثلَ قُبّرةٍ تفتّشُ عن حبّةٍ منْ بهار

ومثلَ خفقةِ ثغرٍ في شَفةِ عروسٍ تُكفّنُ نهدَيْها الشهيدين

ترقصُ الملائكُ بهجةً بموتِ شفاهِنَا المسجّاةِ في لحْدِ

ثَغرَيْنا الطّهورين

&&&&

يقرّرُ صاحبُ العرش أني انتحرتُ

يعلنُ بوقُ جندِهِ أنّني مارقٌ وأنّ ميثاقَهُ المقدّسَ منتهكٌ

أهبطُ منْ جنّتهِ مثل آدمٍ

يحضنُني قابيلُ بينَ مخلبيهِ ..ثم يحرقُني "نُمرودُهُ" دونما

" شاهد ولا مشهود " ويحنّطُني كما حُنط "توت عنخ

آمون"

وكما حُنّط جسدُ " لينين" ؛ وهابيلُ ينزعُني من بين

مخلبي أخيه ليَحْضُنَني بينَ ذراعيهِ مثلما يحضنُ الجفنُ

أهدابَهُ الناعسَة

يحضنُني مثلَ ذاكرةٍ مرهقةٍ بالنسيان

يحضنُني مثلَ نهرٍ يحرق ماءَهُ في مواسمِ الربيع

ومثلَ شتاءٍ يهطلُ في الصيفِ كئيباً

ومثل خريفٍ يضحكُ عابثاً بأشجارنا

ينامُ بنا الوقتُ كلّما صحوْنَا منْ غفلةِ الأعاصير

وكلما انتبهنا من غفلة "داحس والغبراء" ..

ما زالت أرجل ناقة "البسوس" تدعسُ "كليباً" ، وتمسحُ

يدُها الناعمةُ ضفائرَ "جسَّاسٍ" ....

هكذا تكلم "زرادشت"

وهكذا تكلم "ميكيافلّي"

هي أسطورةٌ ما زالت تنسجُ زمانَها في مكانِها الوهميِّ

غيرَ عابئةٍ بزمكانِها الأُخرويّ .

هي أسطورة القاتل والمقتولْ .

خيول عبرت زمكانها تطحنها خيولْ .

ونصال تكسرت فوقها نصال .

خلا خيولاً نفرت من "طيبة" حاولت أن تعبر المشرقين

والمغربين ؛ لكنها مازالت محصورة بين جبلين شاهقين

تحاول عبورهما غير أن الدَّخَنَ بينهما ما يزال يحجب

عنها مسافة الشهوة للحقيقة .


&&&&



أسطورةٌ منْ عناكبِ الزمنِ الغادرِ تبصقُ خيوطهَا في المدى

ترتجفُ القبائلُ منْ بُصَاقِها و"الزّبّاءُ" تُصلّي

ثمّت تَوضَّأُ منْ دمائِها

ينتفضُ قابيلُ مرةً أُخرى

ممتطيًا صهوتَهُ لكنّه مايزال كاشفاً عورتَهُ

يمارسُ عُهرَهُ في القتيل

يسابقُ السرْجَ على صهوةِ الريح قادماً من المستحيل

تهرّأ الوقتُ وسكّينُهُ ماتزالُ تبحثُ عنْ غمْدِهَا

في ضَبابِ السَّراب

وينقشعُ الوقتُ ويبقى يحنُّ إلى قهوةِ القتلِ واحتساءِ الدماء

&&&&

لم يعدْ للظمأ شفاهٌ ولا للخمرة حاناتٌ ومقهى

الأنهارُ هجرَتْ مُرْغَمةً ضفافَها

غرقَ هابيلُ فيها قبلَ أنْ يعصرَ الكرمُ خمرتَهُ

قبلَ أنْ ترقصَ أقداحُ العاشقينَ في مواسمِ أعراسِهَا

قبلَ أنْ تعزفَ الجنائزُ قُدّاسَها

إنها لحظةُ الموتِ الأخيرةُ تفرحُ راقصةً حينَ تعلنُ كلّ

الجنائزِ عنْ رحلتِهَا الأُولى إلى سدرةِ المُنْتهَى .

هناك تتنافسُ الأرواحُ في خطفِ أرائكِهَا

والملائكُ تختالُ مُقهقهةً

وهزاراتُ الجنّةِ تهجرُ أعشاشَها غاضبةً من تنافسها

وطنافسُ الحورِ ترتعدُ نافشةً عُهْنَها في فضاءاتِ الفردوسِ

مثلَ جبالٍ تنفضُ عنْ كاهلِهَا زلْزَالَهَا
&&&&

تنكمشُ الأرواحُ خجلاً منْ تنافسِهَا النرجسيّ

آويةً إلى ناسوتِ فطرتِهَا ...

تحضنُ كلُّ واحدةٍ منها أريكتَها

تغفـو حالمـةً في حُورِها ...

حارقةً خمرتَها في شفاهِهَا

ثمَّ تنـامُ في سرْمَدِ قُبلتِـها اللازورديَّهْ

مثلما ينامُ العشقُ مُطمئنّاً في أحضانِ أَبَدِهِ السّرْمَديّ

ومثلما تهجعُ كَيْنُونَةُ "شهرذادَ" في جوهرِ حياتِهَا

الأُخْرَويّهْ غيرَ آبهةِ بنومِ "شهريارِ" في أحضانِ سرمدِهِ

الجهنميّ وغيرَ آبهةٍ بموتِ "زرادشت" الذي أعلنَ موتَ
الإله .

سنح لها الوقتُ الآنَ أنْ تفقَهَ تهافُتَ الفلاسفةِ وتهافتَ

تهافُتِها

سنح لها الوقتُ الآن أن تفقه تهافُتَ عبقريِّها الحسانِ

حول حور حسانها ، وحول المسافة بينها وبين سدرة

منتهاها







آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 09-04-2017 في 12:45 PM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::