رسائل من دفين
جنائن الورد والودّ
1
لطيفها .. أكتب وأشدو..وأرنّم...ترانيم الحزن من جنائن الورد والود
الآن...هنا..........أثوي في مساحات الظل .. عندما غابت عنا الشمس وأشعّة نور الصبح.. المنبلجة من بوثقة انصهار الظلام والضياء...
سأكتب اليوم بوحي في ظلال الهاجرة... لطيف أمّي ـ رحمها الله ـ ساكتب للأموات, لأنّني منهم.. فقبري قبو مظلم هو عزلتي..
أحسن تعريف للقبو في بلادنا التي اصيبت بتخمة في الاستبداد, أنّه مرحاض... بيت الخلاء .. الكنيف .. أعزكم الله........
يصبّ السجّان جام غضبه وحقده فوق رأسي.. ولكنّني لا أكترث.. لأنّني حي بالمقاومة.. أقاوم ... لقد خلقني الله حرّا...وأنا أكثر الناس حريّة.. لأنّني حرّ في الضمير.. حرّ في أن أعبد رب العالمين متطهّرا من الجلاد إنّني حرّ وراء السدود .. وفي ظلام القبو وذل القيود
في السجن عذابات مرّة تظاهي عذاب القبر وضمته ومقته في ظلمة ليل العبيد......
أكتب لطيف الراحلة عنّا.. من خلّفت في اخاديد وجداني جرحا عميق الغور يهيج بالشجن كلّما ذكرتها.. فأحنّ لبسمتها.. لفرحتها لقهوتها.. لمحيّاها النبيل لدموعها وحزنها.. بل لكافة التفاصيل المملة التي تروي سيرة أمّ رؤوم عاشت لنحيا حياة النبلاء في زمن انحسرت فيه أخلاق الفارس النبيل لتمتد الدناءة في مساحات الوطن وامتداده ..لم تعوّدنا أبدا على الرضوخ للإهانة فارتفع رصيد الكرامة في وجداني ليكون تاج الوقار على رأسي ووسام الفخار في صدري..
من طيف تلك المدرسة امتاح دروس النبل في زمن رديء
كان الجلاد يمارس النحت على جسدي المكدود وكنت اقاوم حفرياته
يمعن الجلاد في الإذلال فيسبّني.. فلا اتكترث له فإن أنا اجبته فرجت عنه وتركت لحقده مساحة للقيء.. وإن اعرضت عنه كمدا يموت وحسرة
يغتاظ الجلاد فيسب أمّي......
تكلّم يا ابن ال*****
لا أتردّد لحظة واحدة فأقول له بتحدي صارخ
ـ ال***** هي امّك
في حلقات العذاب تتهاوى الحصون والقلاع وتكتم انفاسها كافة الاخلاق النبيلة فلا صوت يعلو هناك سوى صوت الفجّار...
لقد واريتها التراب من زمن بعيد ولا اقوى على سماع السباب في أمّي فألوذ للصمت...أمّي خطّ احمر .. وان فاضت نفسي في حلقات العذاب لاشيء يهم
لقد لمحت دم رفاقي متكلسا على الجدران.. وسال من الجسد المكدود دمي
بعد ايام من العذاب لم يعد الجلاد يجسر على سبّ أمّي......
لقد تحرّرت من قيد اللحظة ووطأة الكلمة الموجعة في الأذن وسويداء القلب
لأمّي الخالدة في وجداني... جنائن الورد والودّ......