ولدي: من فمك المفتوح كآفة ألوذ خلف رغيف خاو ، أقف على التنور وأذرف الآهات كحطب فيخرج الخبز قبل النضوج لعدم تمكنه التهام المزيد من النار بذريعة أن لاداعي بأن تسمح لإبنك يأكل ما تبقى من أصابعه ، ولدي : هذا الجوع الذي يتكور أمامك كقنفذ هو الابن الشرعي لحماقة أبيك فكيف أضربه؟ وأنا أشرح حماقتي على موقد النار أثناء التجمع العفوي بعد عشاء رمزي وجدت زوجتي تمسح الأواني بالأسى وبناتي يجلسن جنبها بوضع القرفصاء يلعقن دموعهن بملاعق من خشب ، بعد هذا الاجتماع مباشرة أخذت ُ أدوّن طلبات العائلة بقلم رصاص تسهيلا ً لعملية تزوير متوقعة ، بعدما وعدتهم فردا فردا بتنفيذ طلباتهم نهض الجميع وصفقوا بطريقة مبتكرة تتلخص بضرب الأكف على الجباه ، ولأنها المرة الاولى التي أحصل بها على هذا التأييد المطلق طأطأت رأسي خجلا ً وجدتُ موقد النار قد خمدْ ، فنفختُ صافرتي إيذانا ً بالنوم ذلك أن البرد بدأ يزحف بإتجاه العظم ...