آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-03-2010, 07:54 PM   رقم المشاركة : 1
أديبة





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كُليزار أنور غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 حقيبة سفر
0 رياض النور
0 مفخخة

Oo5o.com (4) الشاهد الوحيد

قصة قصيرة

الشاهد الوحيد

كُليزار أنور

بأقدامي أحرقت المسافات الطويلة .. ووصلت .. تقترب الصورة .. تتوضح معالمها أكثر فتندفع أقدامي في جريٍ سريع .. تبدو مدينتي أمامي على البعد كقلعة قديمة منخورة بالقنابل ..شعرتُ بقلبي يغوص في صدري وينعصر بشدة .. فالموت الساكن قد غطى المدينة .. والدمار قد أكل من كل أطرافها وشوارعها ومنازلها .. الجو هنا معبق برائحة الحرب .. الرصاص الفارغ يملأ المكان .. يرسم خرائط غريبة على الأرض .. تبدو مدينة هامدة حزينة مغسولة بالحريق والدمار .. الصمت يغطي أُفقها الواسع .. كوجهِ طفلٍ سرقوا منهُ الأمل !
عندما وطئت قدماي باب منزلي .. داهمني فيض من الألم والحسرة لما رأيتُ بيتي بهذا الشكل .. أحسستُ بحرقةٍ تكوي دواخلي .. ذرفتُ دموعاً صامتة .. آه .. لشدّ ما تمنيتُ أن أتحول إلى ذرةٍ من ذرات الهواء حولي .
الحديقة جافة وقد تشققت أرضيتها والأشجار على وشك الموت .. لم يبقَ منها سوى الرمق الأخير من الحياة .. فتحتُ صنابير المياه كلها باتجاه الحديقة لترتوي بعد ذلك العطش .. وأخذت عيوني تتفحص جدران بيتي .. امتلأني حزنٌ موجع .. فالرصاص قد نخرَ الجدران بمختلف القذائف .. الأبواب ما زالت مفتوحة كما تركناها .. أدخل إلى الصالة .. التفت حولي .. أتفقد المكان شبراً .. شبراً ..لم يبقَ منهُ شيء .. كل ما فيه قد التهمتهُ الحرب .. وما بقي منه .. قد نُهب .. مَن نهبهُ ؟ .. لا أدري ! .. ويشهد لذلك آثار أقدام على الأرض .. تركَ علامات حزينة وباهتة .. بيوت العناكب غطت كل الزوايا والغبار كوّنَ طبقة على الأشياء الباقية المبعثرة هنا وهناك .
أقف أمام النافذة .. أتطلع نحو الحديقة .. ذوائب الأشجار تتحرك وأسأل : - هل سينقذها الماء ؟ .. لا يهم ! حتى وإن ماتت سأزرع غيرها من جديد .. أرفع نظري إلى السماء .. العصافير تمرح على أسلاك الكهرباء .. تنزرع عيناي هناك .. لحظات وكأنها سنين طويلة .. الصور تتزاحم .. ففي تلكَ الليلة التي كانت بلا تاريخ أمطرت السماء بغزارة .. لم يكن يمطر فيها سوى القنابل والرصاص والبارود .. ليلتها .. أفقنا على أصوات القذائف التي تهز الأرض .. ضياء الرصاص يلهب سماء المدينة يغطيها بسماءٍ أخرى من الدخان .. دوي الانفجارات وعويل صفارات الإنذار يشرخ صمت الليل .. الوقت يمضي وقصف الطائرات مستمر لا يعطي للروح بعض الأمان .
انفجار قريب يدوي في الوجود .. إنهُ قريبٌ جداً – قلت في نفسي – ياترى يانصيب الدمار أي البيوت اختار هذهِ المرة ؟ .. ففي الحرب .. يختار الموت ضحاياه بالصدفة !
ارتسم على الوجوه الهلع .. إنهُ فزع الحرب .. كل ما استطعنا أن نفعلهُ هو انتزاع الأرواح من براثن الموت .. لم نفكر بأي شيء آخر .. ففي مثل تلك اللحظات يتحول التفكير إلى شظايا.. ومضينا ليلتها نحو مدناً أخرى أكثر أماناً .
القذائف تتهاوى علينا كالمطر .. جموع الناس تفر بأرواحها فقط .. بكاء الأطفال قد اختلط بدعاء المسنين ونفير الإنذار .. وحده الصراخ يتفجر في أرجاء المكان .. ولم يكن لمدينتنا ذنب سوى انها في الفوهة .. قدرها أن تكون مدينة على الحدود !
توقفت الحرب وحطت أوزارها ، فالحرب مهما طالت ..لا بد أن تنتهي في يومٍ ما .. وأول ما فكرتُ فيه بعدها .. بيتي .. نعم بيتي !
تتلاشى الصور كلها كومضةِ ضوء .. مازالت العصافير تمرح على أسلاك الكهرباء .. وذوائب الأشجار تتحرك .. أبتعد عن النافذة .. أدخل غرفة مكتبي .. لا شيء هناك .. حتى مكتبتي سرقوها ! .. وانتبهت فجأةً .. هناك شيء ما " لوحة الموناليزا " لم يأخذوها ! .. أتعجب في سري .. ألم يُغرِ لغز ابتسامتها أحد ؟ .. إنها ساقطة على وجهها .. أندفع نحوها .. أرفعها بهدوء .. يا إلهي ..لم تتأذَ ! .. الفرحة تسري في شعاب الروح .. إنها أجمل ما أملك ! .. رُحماكِ سيدتي .. ألم تتحملي هذهِ المأساة .. فسقطتِ ؟! .. الموناليزا .. الشاهد الوحيد على ما جرى !
- مازلتِ تبتسمين سيدتي ؟ .. رأيتِ كل ذلك وما زلتِ تبتسمين ؟ .. لو عَلِمَ دافنشي بأنكِ سَتشهدي هذا كله .. لَما رسمكِ ! .. أي غموض يُفسر ابتسامتكِ .. وأي لغزٍ يحويها ؟؟ .. ربما كانت ابتسامة سخرية !
مسحتُ عنها الغبار .. وثبتُها في مكانها .. لتبقى الشاهد الوحيد !


www.postpoems.com/members/gulizaranwar







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أصوات خطى على الدرب الوحيد فراس عضيبات شعر التفعيلة 13 08-31-2011 12:37 AM


الساعة الآن 07:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::