أساطير حول الحقائق
===============
من أسلحة الملحدين تحويل الحقائق القرآنية إلى أساطير . قصة طوفان نوح قصة بسيطة ولكنها مرتعٌ خصب للملحدين يتفننون فى التلاعب بها لتكون أسطورةً دسمة . أولا ذلك الطوفان هو من أقدم قصص القرآن . أى أن آثاره زالت وانمحت نهائيا نظرا لمرور عشرات الآلاف من السنين عليه . ولكن هنالك أشياء يقبلها العقل وأشياء يستبعدها أو يرفضها . أول إشاعة روجها الملحدون عن ذلك الطوفان بأنه عمَ الأرض كلها . وهدفهم طبعا أن تبدو الحقائق القرآنية وكأنها من نسج خيال الأقدمين الذين لم يطلعوا على أبسط الحقائق العلمية فى مدرسةٍ أو جامعة . ولكننا نبحث فى القرآن فلا نجد آيةً واحدة تقول بأن الطوفان عمّ الأرض . إن طوفان نوح حدث عقابا لقوم نوح . وهل كان قوم نوح منتشرين على سطح الكرة الأرضية بأكملها حتى يعمه الماء؟ هذا أول شيئ يرفضه العقل . قوم نوح كانوا أول جماعة بشرية تشكل مجتمعا يقطن الأرض . ومؤكدٌ أنهم كانوا فى قرىً وكومونات متقاربة مع بعضها البعض . وغالب الظن أنهم لم يحوزوا من الأرض سوى ما تحوزه دولة واحدة أو دولتان بمقياس العصر الحديث . ربما قطنوا فى جزء من بلاد ما بين النهرين ومعه جزء من تركيا . ولما استحقوا العقاب الإلهى أرسل إليهم طوفانٌ يغرق دولة واحدة تقريبا . ولذلك فجرت الأنهار والينابيع وفتحت أبواب السماء بماءٍ منهمر وارتفع منسوب الماء وأغرق الجبال والهضاب ولكن فى إقليمٍ واحد من الأرض . وطبيعى جدا أن يحمل سيدنا نوح ومن معه من كلٍ زوجين اثنين . أى من كل كائنٍ حىٍ نافع للأسرة زوجين اثنين . وذلك لتمكينهم من الحياة بعد أن ترسو السفينة وحتى تجف مياه الطوفان ويعود الاتصال مع بقية العالم ممكنا .
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 08-01-2018 في 11:27 PM.