دروس عسكرية من غزوات الرسول
===================
إذا نظرنا إلى المغزى العميق لتحريض الرسول للمسلمين باعتراض قافلة أبو سفيان بن حرب نجد أن الدافع لم يكن مجرد التحرش بالقافلة التجارية العائدة من الشام وردّ أموال بعض المهاجرين التى اغتصبتها قريش مقابل هجرتهم ، بل إيقاف التجارة المكية مع الشام . ومعنى هذا حرمان مكة من أكبر موارد ثروتها وإضعافها بصورة حاسمة تضطرها إما إلى الحرب لفتح الطريق ، أو التسليم . وهنا تتضح لنا أسباب غزوتى "بدر" وَ "أُحد" وكيف أنها كانت محاولة من مكة لفتح الطريق التجارى . وقد جرينا على أن نتصور (أحدا) على أنها هزيمة كاملة للمسلمين ولكن من ينظر إليها من زاوية عسكرية بحتة يجد أن مكة لم تحقق غايتها فالطريق التجارى ما زال مقفلا أمامها . فقط أبو سفيان ودهاة قريش من فهموا ذلك . ولم يكتف الرسول بذلك بل واصل غزوات المسلمين على قبائل وبطون العرب التى تقطن الطريق البرى والطريق الساحلى والذى تسلكه القوافل ما بين مكة والشام مما يُشكّل تهديدا لتلك القوافل . وشارك قريشا فى ذلك القلق والخوف حلفاؤها من هوازن وغطفان وكنانة وغيرها . وانتهى أمرهم بالتجمع والمسير للقضاء على الإسلام فى عقر داره ، وهذا التجمع هو الذى عُرف بالأحزاب حيث سار المشركون جميعا وضربوا حصارا حول المدينة لاستئصال الإسلام من جذوره فى غزوة الأحزاب أو الخندق !
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 08-24-2018 في 10:06 AM.