" ولقد خلقنا الإنسان من سلالةٍ من طين "
لم تكن العرب لتقول " سلالةً من طين " فكلمة " سلالة " تحكى قصةً طويلة .
" الرحمن . خلق الإنسان . علمه البيان " البيان فصلنا عن سائر الحيوانات والكائنات الأخرى .
" وإذ قال ربك للملائكة إنى خالقٌ بشرا من صلصالٍ من حمأٍ مسنون . فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين " .
سبحان الله ، أسلوبٌ جديدٌ فى لغة العرب فى الجزيرة العربية . هى لغة العرب ، ولكن لا عهد للعرب بها من قبل . ليست شعرا . ليست سجعا ولا موشحا . وليست لغة خطابة ، ولا منثورا يدور بين الناس فى الحديث . إن القرآن اسلوبٌ جديد ، و" نقضٌ للعادة " التى كانت جارية بضروب الكلام بين العرب . حتى لو كانت العرب تعرف الصلصال ، فإن " الحمأ المسنون " ربما تطرق الأذن العربية لأول مرة . لقد أتى القرآن بطريقة مفردة خارجة عن العادة ، لها منزلة فى الحسن تفوق به كل طريقة . فأسلوب القرآن فريدٌ فى مخاطبة الوجدان وايقاظ الحواس بغير اسلوب الشعر والنثر المألوفين . ومن هنا أخذ بعض الباحثين قولهم إن القرآن ليس شعرا ولا يوصف بأنه نثر . ويقسمون الكلام إلى ثلاثة أقسام ، شعر ونثر وقرآن . وليست الطرافة فى الأسلوب فحسب ، بل فى المعانى . فلقد عرف المسلمون والعرب الملائكة من قبل ، وعرفوها مخلوقات شفافة طاهرة لا شغل لها غير عبادة الله والتسبيح بحمده والتقديس له . ولكنها هنا تؤمر بالسجود لآدم ، هذا البشر الذى سيفسد فى الأرض ويسفك الدماء . القرآن ليس بلاغة فقط . القرآن يشحذ العقل على الفكر . كيف يسجد الأعلى للأدنى ؟
( وللحديث بقية فى فقرات لاحقة )
آخر تعديل سرالختم ميرغني يوم 07-21-2019 في 12:16 PM.