أنا ابن العالم الثالث أسئلة بسيطة.. تتردّد على لسان شاب بسيط.. موجهة إلى أم مقهورة: لماذا العيش.. يا أمَّـاهُ.. سمسارُ؟! يتاجرُ في كرامتنا يبيعُ ثمارَ قوَّتنا فكيف.. ونحن أسراهُ.. نقول؛ بأننا في العيش أحرارُ؟! ***** لماذا العيش.. يا أمَّـاهُ.. أسرارُ؟! تعذِّبنا.. وترهقنا فإن ذاعتْ.. تميدُ الأرضُ.. والدنيا.. وتُطفـأ في عيون الشمس أنوارُ؟! ***** لماذا الليل.. يا أمَّـاهُ.. أسـوارُ؟! كوابيسٌ.. تؤرِّقـنا.. وأشباحٌ تلاحقنا ترتـِّـلُ سِفرَها الجُدْرانُ فتسـجدُ فوقنا الدارُ؟! ***** لماذا الليلُ.. يا أمِّـي.. غلافٌ أسودٌ فاحمْ كتيمٌ.. ليس تخرقهُ.. كليْلِ الناسِ.. أنجامٌ.. وأقمارُ؟! ***** لماذا ليلنا أَرَقٌ ؟! أما لِمُؤَرَّقٍ في الليل مصباحٌ.. يبعثر ظلمة الوَحدهْ أما في الليلِ سـمَّارُ؟! ***** لماذا يومنا كـدٌ ؟! وعينُ نهارنا بالجهدِ مدرارُ؟! نكرِّسُ لاتقاءِ الجوعِ غايتنا ونجمعُ في رغيفِ الخبزِ طاقتنا فتشوي قُوْتَنَا النيرانْ.. وتكوي صبرنا النـارُ؟! ***** لماذا ليس للأزمان في حسِّي.. عـلاماتٌ.. وآثـارُ؟! قطارُ الوقتِ يغفلنـي وعقلي جامدٌ.. يرنو بليدَ الحسِّ.. لا تعنيهِ أسـفارُ؟! علامَ تدقُّ ساعتنا.. بلا معنى؟! علامَ لسـانُها بالوقتِ ثرثارُ؟! ***** لماذا لم تعلِّمْنا من التاريخ أخبارُ؟! لماذا نقضم التاريخ كالفئرانْ؟! لماذا نحرثُ الماضي.. كما الثيرانْ؟! نحمحمُ في جهالتنا نهـزُّ رؤوسنا كالخيلِ بئس الخيلُ.. ما شاؤوا.. وما اختاروا؟! ***** علامَ جميع أخطائي.. مبررة ٌ.. تغلِّفها أكاذيبٌ.. وأعذارُ؟! أبرِّرها بلا حقٍّ أصدِّقها بلا صدقٍ ويدفعني لدرءِ الحقِّ بالبهتانِ إصرارُ؟! ***** أنا قِربان هذا العصرْ.. يضحِّي بي.. أمام منصَّةِ الأخلاقِ.. جبَّـارُ! دمائي سـرُّ قوَّتهِ ولحمي سـرُّ قدرتهِ وُجُودي كلـُّـهُ لِحِماهُ أسـوارُ! ***** لماذا الخبزُ مشكلتي؟! ونبعي في سهول القمح فوَّارُ؟! لماذا النفطُ مشكلتي.. وعندي منه آبارٌ وآبارُ؟! لماذا وجَّهوا للقُوْتِ مقدرتي؟! أما في العيش غيرُ القوتِ مضمارُ؟! ***** أنا الوارثْ لكلِّ الفقر والفوضى فإن لم أرضَ.. أو أرضى حياتي كلـُّـها نَهْبٌ لشعبِ العالـَـمِ الأوَّلْ لشعبِ العالـَـمِ الثاني أنا ابنُ العالـَـمِ الثالث. ***** *** *