وجِلاً أتيتَ فهدهدتكَ ملائِكُ وبكى الرسولُ وقمحُ ثغركَ ضاحِكُ . في محفلٍ هزَّ السماءَ حُبورُهُ فاختالَ مُزنٌ ناسمتهُ نيازِكُ . يا مرحبًا صدحَ النقاءُ مُهلِّلاً من كلِّ فجٍّ والدموعُ ضواحِكُ . يكفيكَ فخرًا أنَّ أوّلَ ناظرٍ لنميرِ وجهكَ هاشميٌّ فاتِكُ . يكفيكَ أنكَ للأنامِ رسالةٌ هطلتْ، وعرشُ الباقياتِ يبارِكُ . يكفيكَ حينَ تقهقرت خطواتُهُم حُزتَ الصّوابَ فأترعتكَ مسالِكُ . جاؤوكَ من سَقَرِ العداوةِ همُّهُم نيلُ العروشِ وعرشُ قلبكَ ناسِكُ . تركوا سبيلَ الرّ شدِ زاغَ زِمامُهُم واستعذبوا الدنيا وظِلُّكَ تارِكُ . متقلِّبونَ تأُمُّهم شحناؤهُم في اللاّ ثباتِ وإفكُهُم متدارَكُ . يا جَحْفلَ الماءِ الزلالِ أما صغت أُذُنُ الأُوارِ ولحنُ مجدكَ سافِكُ . سبحانَ من أعطى الكرامةَ لونَها من نزفِ نحركَ والجراحُ عوارِكُ . يا أيها البحرُ العميقُ وغمرُهُ أنتَ البقاءُ وقاتِلوكَ هوالِكُ . يا أيها القدّيسُ نعشكَ قِبلةٌ للعاشقينَ، شعائرٌ ومناسِكُ . يا ساقيَ الأرزاءِ سيلَ تجلّدٍ أزِفَ القِطافُ وضورُ زُهدِكَ ناهِكُ . يا حاملاً ورعَ الإلهِ بصيرةً بأكفِّها كفُّ الجنانِ تُشابِكُ . يا ناثرَ الآياتِ شمسَ هدايةٍ للعالمينَ وكيدُ خصمِكَ حالِكُ . ما زالَ صوتكَ رغمَ صمتكَ صادحًا بالحقِّ، في حَرَمِ المسامعِ بارِكُ . ما زالَ جرحُ اللهِ يرمُقُ ثأرَهُ عِبرَ الدهورِ فخطبُ طَفِّكَ شائِكُ . تبقى قيامتكَ الجليلةُ محورًا للخالدينَ مقاومٌ ومُشارِكُ . تسمو بها سُحبُ البطولةِ عاليًا وتحطُّ في دركِ الجحيمِ ممالِكُ . تبقى الحسينَ إمامَ منبرِ أحمدٍ وبغيرِ سيفكَ لا تُقادُ معارِكُ . . الكامل